ذهب الفرزدق بالفخار وإنما

ذَهَبَ الفَرَزدَقُ بِالفَخارِ وَإِنَّما

حُلوُ القَصيدِ وَمُرُّهُ لِجَريرِ

وَلَقَد هَجا فَأَمَضَّ أَخطَلَ تَغلِبٍ

وَحَوى اللُها بِبَيانِهِ المَشهورِ

كُلُّ الثَلاثَةِ قَد أَبَرَّ بِمَدحِهِ

وَهِجاؤُهُ قَد سارَ كُلَّ مَسيرِ

وَلَقَد جَرَيتُ مَعَ الجِيادِ فَفُتُّها

بِعِنانِ لا شَبِم وَلا مَبهورِ

ما نالَتِ الشُعَراءُ مِن مُستَخلَفٍ

ما نِلتُ مِن جاهٍ وَأَخذِ بُورِ

عَزَّت مَعاً عِندَ المُلوكِ مَقالي

ما قالَ حَيُّهُمُ مَعَ المَقبورِ

وَلَقَد حُبيتُ بِأَلفِ أَلفٍ لَم تُثَب

إِلّا بِسَيبِ خَليفَةٍ وَأَميرِ

ما زِلتُ آنَفُ أَن اُؤَلِّفَ مِدحَةً

إِلّا لِصاحِب مِنبَرٍ وَسَريرٍ

ما ضَرَّني حَسَدُ اللِئامِ وَلَم يَزَل

ذو الفَضلِ يَحسَدُهُ ذَوو التَقصيرِ

أَروى الظِلماءَ بِكُلِّ حَوضٍ مُفعَمٍ

جوداً وَأُترِعُ لِلسِغابِ قُدوري

وَتَظلُّ لِلإِحسانِ ضامِنَةَ القَرى

مِن كُلِّ تامِكَةِ السَنامِ عَقيري

أُعطى اللُها مُتَبَرِّعاً عَوداً عَلى

بَدءٍ وَذاكَ عَلَيَّ غَيرُ كَثيرِ

وَإِذا هَدَرتُ مَعَ القُرومُ مُحاضِراً

في مَوطِنٍ فَضَحَ القُرومَ هَديري