ما الفصل إلا شهاب لا أفول له

ما الفَصلُ إِلّا شِهابٌ لا أُفولَ لَهُ

عِندَ الحُروبِ إِذا ما تَأفُلُ الشُهُبُ

حامٍ عَلى مُلكِ قَومٍ عَزَّ سَهمُهُمُ

مِنَ الوِراثَةِ في أَيديهِم سَبَبُ

أَمسَت يَدٌ لِبَني ساقي الحَجيج بِها

كَتائِبٌ ما لَها في غَيرِهِم أَرَبُ

كَتائِبٌ لِبَني العَبّاسِ قَد عَرَفَت

ما أَلَّفَ الفَضلُ مِنها العُجمُ وَالعَرَبُ

أَثَبتَ خَمسَ مِئينَ في عِدادِهِم

مِنَ الأُلوفِ الَّتي أَحصَت لَكَ الكُتُبُ

يُقارِعونَ عِنِ القَومِ الَّذينَ هُمُ

أَولى بِأَحمَدَ في الفُرقانِ إِن نُبِسوا

إِنَّ الجَوادَ اِبنَ يَحيى الفَضلَ لا وَرِقٌ

يَبقى عَلى جودِ كَفَّيهِ وَلا ذَهَبُ

ما مَرَّ يَومٌ لَهُ مُذ شَذَّ مِئزَرَهُ

إِلّا تَمَوَّلَ أَقوامٌ بِما يَهَبُ

كَم غايةٍ في النَدى وَالبَأسِ أَحرَزَها

لِلطّالِبينَ مَداها دونَها تَعَبُ

يُعطى اللُها حينَ لا يُعطى الجَوادُ وَلا

يَنبُو إِذا سُلَّتِ الهِندِيَّةُ القَضُبُ

وَلا الرِضا وَالرِضا لِلَّهِ غايَتُهُ

إِلى سِوى الحَقِّ يَدعوهُ وَلا الغَضَبُ

قَد فاضَ عُرفُكَ حَتّى ما يُعادِلُهُ

غَيثٌ مُغيثٌ وَلا بَحرٌ لَهُ حَدَبُ