أري طرفها أن الخضابين واحد

أُرِي طَرفَها أنّ الخضابين واحدُ

ولكنَّه ما بَهرجَ الشيبَ ناقدُ

ضَلالةُ حُبٍّ غادرتني مزوِّراً

عذارِي وإِني مع الشَّيبِ خالدُ

يقولون عُمرُ الشيبِ أطولُ بالفتى

وما سرَّني أني مع الشَّيبِ خالدُ

أَماضٍ فغدَّراً زمانٌ أباحني

حريمَ الهوى أم حافظٌ لي فعائدُ

ودارَينِ من عالي الصَّراةِ سقتهما ال

بوارقُ رِبْعِيَّ الهوى والرواعدُ

ألفتهُما والعيشُ أبيضُ ضاحكٌ

بربعهما والظلُّ أخضرُ باردُ

ونَدمانُ صَبْحِي صاحبٌ مستمِّحٌ

معي وضجيعُ الليل إلفٌ مُساعدُ

وأخرسُ ممَّا سنَّت الفرسُ ناطقٌ

يُهِبُّ رياحاً رَوحُه وهو راكدُ

على صدره بالطُّول سبعٌ ضعائفٌ

تدبِّرها بالعَرضِ سَبعٌ شدائدُ

وخمسٌ سكونٌ تحت خمسٍ حَواركٍ

تَمُدُّ ثلاثاً يمتطيهنَّ واحدُ

يشرِّدُ من حلم الفتى وهو حازمٌ

فيرجعُ عنه فاسقاً وهو عابدُ

وقَوراءُ ماءُ الكرم أحمرُ ذائبٌ

عليها وماء التبر أصفرُ جامدُ

تُمثِّلُ بَهْرامَ الكواكبِ قائماً

بها حيثُ بَهرامُ الأكاسر قاعدُ

أميرانِ يُخفي قائمَ السيفِ قابضٌ

عليه ويُبدي دُرّةَ التاج عاقدُ

تَبينُ وحباتُ المزاج نوازلٌ

وتَخفَى وحبّات الحَبابِ صواعدُ

مَصالحُ عيشٍ والفتى من خلالها

إذا لاحظ الأعقابَ فهي مَفاسدُ

ودنيا لسانُ الذمّ فيها محكَّمٌ

ولكنها عند الحسين مَحامدُ

إليكم بنى الحاجاتِ إنِّيَ رائدٌ

لِيُحبَسَ جارٍ أو لِيَبرُكَ واخدُ

أبٌ بكُمُ بَرٌّ وأنتم مَعقَّةٌ

أخٌ لكُمُ دِنْياً وأنتم أباعِدُ

حبيبٌ إليه ما غنمتم كأنه

إذا جادَ مرفودٌ بما هو رافدُ

أناةٌ ومن تحت القطوبِ تبسُّمٌ

أواناً وفي عقب الأناةِ مكايدُ

محاسنُ لا ينفكّ ينشُرُ حامدٌ

لها بعضَ ما يَطوي على الغلِّ حاسدُ

ولما جلاك الملكُ في ثوب جسمه

تراءت على قدر العروس المَجاسدُ

أثبتُ بها عذراء ما افتضَّ مثلَها

سوى ربِّها ما كلُّ عذراءَ ناهدُ

بهائيّة تُعزَى لأشرفِ نسبةٍ

لتيأسَ منها كلُّ نفسٍ تراودُ

لها أرَجٌ للعز باقٍ وإنها

على عزّ من تُهدَى إليه لَشاهدُ

على مِنكب الفخر استقرَّت ولم تكن

تُلاقيك لو لم تدرِ أنّك ماجدُ

أبانَ بها ما عنده لك إنما

تُحلَّى لإكرام السيوف المَغامدُ

فزاد بهاءَ الدولةِ اللّهُ بسطةً

على أيّ عِلقٍ منك أضحى يزايدُ

لئن كان سيفاً مرهَفَ الحدّ إنه

لَيَعلمُ عِلمَ الحقّ أنك ساعدُ

أتانِيَ ليلاً قرَّ عيناً مبشِّري

فأيقظني وَهْناً وإِني لَراقدُ

وقمتُ فكفٌّ يشكر الدهرَ كاتبٌ

ثناك وخدٌّ يشكر اللّهَ ساجدُ

وناديتُ فانثالتْ مَعانٍ كأنّ ما

تنظِّمه منها القوافي فَرائدُ

وتَنقَدْن لي ما سِرنَ ظهرَ مدائحي

إليك وهنَّ عن سواك حوائدُ

وما كنّ مع طول القيام صوادياً

ليَسْرَحنَ إلا حيث تصفو المواردُ

ولست كمن يُعطِي الأسامي نوالَهُ

إذا جاد تقليداً وتُلْغَى القصائدُ

وما الشِّعرُ إلا ما أقامت بيوتُه

وسارت فأضحى قاطناً وهو شاردُ

وما هو إلا في رقابٍ إذا فشا

به الحفظُ أغلالٌ وأخرى قلائدُ