ما ليلتي على أقر

ما ليلتي على أُقُرْ

إلا البكاءُ والسهرْ

بتُّ أظنّ الصبحَ بال

عادة مما ينسفرْ

أرقبُ من نجومها

زوالَ أمرٍ مستقِرّْ

رواكدٌ كأنما

أفلاكهنّ لم تدُرْ

وكلّما قلت انطوى

شطرٌ من الليل انتشرْ

أسألها أين الكرى

أينَ النهارُ المنتظَرْ

وكلُّ شيء عندَها

إلا الرقاد والسَّحَرْ

من مخبري فما أرى

هل دام ليلٌ فاستمَرّْ

وغابت الشمسُ نعم

فكيف خُلِّد القمرْ

أين الأُلى طرَّحهم

مَطارحَ البين الحذَرْ

غابوا وما غابت لهم

دارٌ ولا جَدَّ سَفَرْ

لكن عيون الكاشحي

نَ الشُّزْرُ منها والخُزُرْ

ما برِحتْ لا نَظَرتْ

تمنعنا حتى النظَرْ

تطلّعوا نارَ الجوى

في القلب كيف تستعرْ

وما الذي تبعثه

على الجوانح الذِّكَرْ

وأيّ نارٍ للفؤا

د فيهِمُ عند البصرْ

غنَّى بهيفاءَ الرِّفا

قُ والكؤوسُ لم تدُرْ

فكلّ صاحٍ انتشى

وكلّ نشوانَ سكِرْ

كأنما قلبي لها

في صدر كلّ من حضرْ

فظِلتُ أبكي مثلما

أشربُ أدمعاً حُمُرْ

كأنّ ماءَ قدحي

من بين جفنيَّ عُصِرْ

قال الرسولُ عتبتْ

هيفاءُ قلت ما الخبرْ

قال تقول ملَّنا

قلت الملولُ من غدَر

لا والذي لو شاء أن

يُنصِفني منها قَدَرْ

ما خُدِعتْ بغيرها

عيني على حُسن الصورْ

بَلَى ولا أُنكرهُ

وليس بالأمر النُّكُرْ

لقد رأيتُ البان من

ذي العلَمين والسَّمُرْ

تضربه ريحُ الصَّبا

فيستوي وينأطِرْ

فملتُ تشبيهاً بها

آخُذُ ضمّاً وأذَرْ

فإن رأت ذلك ذن

باً إنني لمعتذِرْ

يا يومَ دبَّ بيننا

أمرُ الفراق ما أمرّْ

ما كنتَ في الأيامِ إل

لا عارضاً يَنطُفُ شرّْ

قد عيَّفتك الطيرُ لي

لكنّ قلبي ما زجَرْ

ولائمٍ مُدّتْ له

حبائلُ اللوم فجرّْ

رأى هَناتٍ فنهى

غيرَ مطاع وأمرْ

قال فَرُدَّ صاغراً

أغزَلٌ مع الكِبَرْ

وأيُّما عَلاقةٍ

بين الغرامِ والعُمُرْ

وأين إطرابُ النفو

س مع أصابيغ الشَّعَرْ

رب شبابٍ ليلُهُ

يصبح تنعاه الأُزُرُ

وشَيبِ رأسٍ ذنبُه

في الحُظُوات مغتفَرْ

حلفتُ بالشُّعث الوفو

د زُمَراً على زُمَرْ

يَرَون ظَلْماً بارداً

بلثم ذلك الحجرْ

ومن دعا ومن سعى

واستنّ سبعاً وجَمَرْ

وسَوْقهم مثلَ الحصو

نِ مُرِّدت إلا المَدرْ

توامكاً ممطورةً

أعشابُها وقتَ المطرْ

جاءوا بها مجتهدي

ن تُفْتَلَى وتُختَبَرْ

لكلِّ مُهْدٍ نسكَهُ

أنفسَ ماليْه نَحَرْ

أن بني عبد الرحي

م نِعْمَ كنزُ المدَّخرْ

وخير من سُدّت به

يومَ الملمَّاتِ الثُّغَرْ

المطعمون الهَبْرَ وال

عامُ عبوسٌ مقشَعِرّْ

وصبيةُ الحيّ تُدا

ري الإبلَ عن فضل الجُزُرْ

والريحُ لا تلوي بأك

سار البيوت والجُدُرْ

وتحسب الفائز من

ها مُلقِمَ البطنِ الحجرْ

والمانعين الجار لو

زُحزِح عنهم لم يُجَرْ

حتى يعزّ فيهِمُ

عزَّ تميمٍ في مضَرْ

من بعد ما صاح به ال

موتُ استمت فلا وَزَرْ

والواهبون بُسِطَ ال

رزقُ عليهم أو قُدِرْ

لا يحسبون معطياً

أعطى إذا لم يفتقرْ

لهم حياض الجود وال

سودَدِ فَعْماً وغَزَرْ

تُخلَى لهم جُمّاتُها

وبعدُ للناس السُّؤرْ

أبناءُ مجدٍ نقلو

ه أثراً بعد أَثَرْ

رواية يُسندها

باقيهُمُ عمّن غَبرْ

يُنصَرُ عنها القولُ بال

فعلِ فيسلم الخبَرْ

طابوا حياةً مثلما

طابوا عِظاماً وحُفَرْ

تساهموا أُفْق العلا

تساهمَ الشهبِ الزُّهُرْ

كأنهم في أوجه ال

دنيا البهيمات غُرَرْ

فانتظموا نظمَ القنا

إلا الوصومَ والخَوَرْ

من هبة اللّه إلى

سابورَ فخرٌ مستمِرّْ

قِسْ خبري عنهم إلى

أبي المعالي واعتبِرْ

تر العروقَ الزاكيا

تِ من شُفَافاتِ الثَّمرْ

المشتري الحمدَ الربي

حَ لا يبالي ما خسِرْ

والطَّلْقُ حتى ما تبي

ن عُسرةٌ من اليُسُرْ

تكرع من أخلاقه

في سلسلٍ عذبِ الغُدُرْ

لم يُبقِ راووقُ الصبا

قذىً به ولا كدَرْ

ثمَّ فحلَّتْ أربعي

نَ عشرةٌ من العُمُرْ

وفاتَ أحلامَ الكهو

ل وهو في سنّ الغَمَرْ

وأبصر اليومَ غداً

فلم يَرِدْ إلا صدرْ

لا ضامه الخوفُ ولا

أطغاه في الأمن البَطَرْ

على نداه باعث

من نفسه لا يُقتسَرْ

إذا أحسَّ فترةً

لجَّ عليها ونفَرْ

لا يُخلفُ الظنَّ ولا

يَلقَى الحقوقَ بالعُذُرْ

علقتُ من ودّك بال

مُستحصِفِ المَثنى المِرَرْ

أملسَ لا تسحله

بالغدر كفُّ المنتسِرْ

وكنتَ من حيثَ اقتُرح

تَ وأبى قومٌ أُخَرْ

تُعطي على الخِفّة ما

يُعطُون والضَّرعُ دِرَرْ

والخير من مالك لي

وإن وَفَى وإن كثُرْ

محبة ما فَوَّزتْ

نفسيَ منها في غَرَرْ

فما أطيرُ بأخٍ

محلِّقاً ما لم تطِرْ

ولا يُنَزِّي كبدِي

إذا وصلتَ مَن هَجَرْ

فابق على وَغرْ الحسو

د نجوةً من الغِيَرْ

ترعاك عينُ اللّه لي

من شرّ أعين البشرْ

ما ذيَّل النيروزُ في

ثوبِ الرياض وخَطَرْ

وكرَّ عامٌ مقبلٌ

وابق إلى أن لا يَكُرّْ

واسمع لها تُهدِي إلى ال

عرِض الغنى وهو فُقُرْ

تضُوع في الناس بها

نوافجٌ لُسْنُ السُّرَرْ

سَلَّمَت الريحُ لها

شرطَ الرواح والبَكَرْ

كما تمطَّت بالخُزا

مَى لك أرواحُ السحَرْ

فهي بكم معقولةٌ

وهي شرودٌ لا تَقرّْ

إذا بناتُ شاعرٍ

أُنِّثنَ أو كُنَّ عُقُرْ

فكلُّ بنتٍ ولَدتْ

في مدحكم منّي ذَكَرْ

ترى حسودي حاضراً

يُنشِدُ وهو يحتضرْ

تعجيله عن نفسه

سابقةً أمرَ القدَرْ

يُصغِي لها وودُّه

لو كان من قبلُ وَقَرْ