يا بحر

أما تعبتَ؟ عجيجٌ

كرٌّ، ففرٌّ، فكرُّ

ماذا تروم، وأنى

تسير لا تستقرُّ؟

كأنما فيك مثلي

قلبان: عبدٌ وحرُّ

هذا يروم فراراً

من ذا وليس مفرُّ

يا بحر يا بحر قل لي

هل فيك خيرٌ وشرُّ؟

هل في سكونك أمنٌ

وفي هياجك ذعرُ

أم في امتدادكَ يسرٌ

وفي انقباضكَ عسرُ

وفي انخفاضكَ ذلٌّ

وفي ارتفاعك فخرُ

وفي سكوتك حزنٌ

وفي هديركَ بِشرُ

يا بحر يا بحر قل لي

هل فيك خيرٌ وشرُّ؟

وقفت، والليلُ داجٍ

والبحرُ كرٌّ وفرُّ

فلم يجبنيَ بحرٌ

ولم يجبنيَ بَرُّ

وعندما شاب ليلي

وكحَّلَ الأفقَ فجرُ

سمعتُ نهراً يغنّي:

“الكونُ طيٌّ ونشرُ

في الناس خيرٌ وشرُّ

في البحر مدٌّ وجزرُ”