البحر والمدينة

“بلمسة حب يصبح الكل شاعرا”

أفلاطون

 

 

وكان البحرُ

من أيام ِ صبوته ِ

يحبُ مدينةً عذراءْ

 

رآها مرةً في دهشةِ المجهولِ واقفةً

فأجّل رحلة المعنى

ونامَ على ضفائرها

وطيّر فوقها تنهيدةً زرقاءْ

 

وليس غمامُنا المرفوعُ إلا “متحفُ التنهيدة الأولى”

كذلك كان يُدعى قبل أن تتغيرَ الأسماءْ !

 

و يُحكى أن هذا البحر

أعلن للمدينةِ حبه الأبديّ..

راسلها ليخطبَها

وغازلها بألف غواية ٍ في اليوم ِ

لكن المدينةَ لم تفارق صمتَها الوضاءْ

 

ومنذُ طفولةِ التكوين ِ حتى الآن

والمسكينُ يطرق بابَها

بالماءْ

 

لذلك لا يزال الموجُ يخلعُ قبل رمل الشطِ زُرقتَه

ويلبسُ بدلةً بيضاءْ !

 

ويتقنُ عطرَه من قبل أن يأتي

لذا للبحر رائحةٌ تميزُه عن الأشياءْ ـ

 

ويُحكى أن هذا البحر منذ أحبَ

صارَ يذوبُ في المرآةِ…

يجهدُ في أناقته…

يرشُ على المدينةِ من وسامته…

ويُسمعها أوائلَ سورةِ الإغراءْ !