الحمامة

من دون حرية ليست لنا أسماء ‘

ميلتون أكوردا

راهنتُ

قالَ لي الرهانُ: ستربحُ

فلمحتُ في الأنواءِ ما لا يُلمحُ

سفرٌ وجوديٌ،

و(موسى)

طاعنٌ

في البحرِ

و(الخضرُ) البعيدُ يلوّحُ

سفرٌ شفاهيٌ،

تقولُ نبوءةٌ

(للنفرّي): إذا كتبتَ ستشطحُ

سفرٌ ولا معنى،

فكيفَ تدفقتْ

هذي الشروحُ

وأنتِ ما لا يُشرحُ ؟!

ضاقت بكِ اللغةُ القديمةُ

مثلما

بالمسرحيةِ

قد يضيقُ المسرحُ

عيناكِ…

ما أرجوحتان ِ

على المدى

قالتْ لكل المتعبينَ: تأرجحوا ؟!

المطلقُ الممتدُ في حُزنيهما

من كلِ أعراسِ الفصاحةِ أفصحُ

تختارُني الأبوابُ كي أخلو بها

والبابُ بعد البابِ

باسمكِ يُفتحُ

لم اسأل الكُهانَ عنكِ

منحتُهم

ظلي

ورحتُ إلى القداسةِ أسبحُ

ودخلتُ للثمر الحرامِ

ألمُه

والسادنُ الأعمى ورائيَ ينبحُ

بايعتُ فيكِ فكيفَ لا يجري دمي ؟!

وسكرتُ منكِ فكيف لا أترنحُ ؟!

أنا آخرُ الشهداءِ

جئتُكِ قطرةً

من بعدها هذا الإناءُ سينضحُ

مطرُ القرابين استدارَ

وقد جرى

بدمِ الملائكةِ الصغارِ المذبحُ

صعدَ الحواريونَ

خلفَ مسيحِهم

ورنوا إليكِ من السماء ولوّحوا

وتفتحوا في ضوءِ آخر نجمةٍ

في العشقِ ما يكفي

لكي يتفتحوا

جُرحوا

فقلتُ: إليّ

قالوا : لا تخف.

لن يكبرَ العشاقُ حتى يُجرحوا !

سنزحزحُ الليلَ المعلقّ

ريثما

نغتالُه

والليلُ قد يتزحزحُ

سنمرُ بالتاريخِ

مرَ غمامةٍ

سالتْ على الراعي الذي لا يسرحُ

سنكونُ أولَ ما نكونُ

رصاصةً

بيضاءَ

تومضُ في الجهاتِ وتمرحُ

سنظلُ في (جبلِ الرماةِ)

فخلفنا

صوتُ النبيّ يُهزُنا : لا تبرحوا