النسخة الثانية من الغريب

يا من عرفتُكَ

بالتماسُكِ مولعا

حريّةُ الجدرانِ أن تتصدّعا

.

ضاق المدى المكتوبُ باسمكَ

فلتكن أنتَ التشظي فيه كي يتوسعا

.

لك أنْ تدوّيَ غاضباً من عالمٍ أخفاكَ وليكن الدويَّ المفزعا

.

لك أنْ تعاودَ أنتَ تفجيرَ الطبيعة

إن بها فضّلتَ أن تتطبعا

.

أنْ تستقيلَ من التطابق:

نزعةً رأت الظلالُ لمثلها أن تنزعا

.

أن تخلعَ الوادي المليء تواضعاً

أن تلبسَ الجبلَ المليء ترفعا

.

وتحرّكَ الزلزالَ

صوبَ الثابتِ الشبحيّ في الأيام

كي يتزعزعا

.

وتزيلَ عنك من المياه سكونَها

وتفضّها مستنقعاً

مستنقعا

.

وترّدَ ميراثَ النسيم لأهله الفقراءِ كي ترثَ الرياحَ الأربعا

***

يا عاتباً جداً على الطرقات إذ أخذتكَ منك

مودِّعا ومودَّعا

.

هو أنتَ من أسرى لشيءٍ لم يكن أبداً

وأنسابَ الفراغِ تَتَبّعا

.

متداخلاً فيك الهدوءُ المنتمي لأسى الحقيقةِ بالهدوءِ المدّعى:

.

شاهدتَ عمركَ

وهو يُرفع رايةً بيضاءَ

كم نزفتْ لكيلا تُرفعا

.

سُرقت خصوصيّاتُ وجهكَ كلُها

وتُركتَ ما بين الوجوه موزّعا

.

ومُنحتَ حين مُنحتَ

قفلاً لا فمًا متكلما

وسلاسلاً لا أضلعا

.

وأُصبتَ وحدكَ بالرجوعِ

فلم تزل كالذكرياتِ تودُّ أن تُسترجعا

.

أُبعدتَ من سربِ الحمام مُطَمْأناً

وأُضفتَ في سربِ الحمام مُروَّعا

.

ودُفنتَ في الغيبِ الذي لا لن يُرى أبدا

وفي السر الذي لن يُسمعا

.

وحُرمتَ من ثقةِ الينابيع التي بين الصخور تجاسرتْ أن تنبعا

.

وجُعلتَ تخسر ُ ثم تخسرُ

حدَّ أن أصبحتَ في فنّ الخسارةِ مرجعا

***

يا صاحبَ الساعاتِ

صوتُ فنائها يدعوك

فلتذهب إليها مسرعا

.

قبل انتهاءِ الماء أعلنه انقلابَ الماء

كي يلد المصبُّ المنبعا

.

قاومْ ضبابَ الروحِ فيكَ

وقل له لابدّ عني الآن أن تتقشعا

.

قشّر تجاعيدَ النهار ليزدهي وجهاً

وحكَّ الليلَ حتى يلمعا

.

وأزلْ حدودكَ عن حدودك

كن هوىً في ممكنٍ للمستحيلِ تطلّعا

.

فيما يخصُ شخوصكَ العشرين

دع منها المفاجئ يطرد المتوقعا

.

وأضفْ إليكَ من الزوايا حدّةً

حتى يصيرَ الدائريّ ُ

مربّعا

.

واقتل رضاكَ

وبالتحرر من أسى هذا الرضا لا تنسَ أن تستمتعا

.

فبغير هذا الأحمرِ الثوريّ في عينيك َ

لن تجد القصيدةُ مطلعا