رحلتم والمدامع في انسكاب

رحلتُم والمدامعُ في انسكاب

وقلبي من هواكم في اكتئابِ

وجسمي من صُدُودكمُ نحيلٌ

فهلاّ من رجوع أو إيابِ

فإن كنتم عزمتم لارتحال

فقولى عَلّنى أشرحْ لما بي

عساكم ترحمونَ قتيل شوق

وأعرف عنكمُ ردَّ الجوابِ

إلى كم أرتجى منكم وصالا

قريبا أم إلى يوم الحسابِ

وأُخبرَكم بأنى مُستهامٌ

حزينُ القلبِ منكم يا صِحابي

فإن كان اللقاءُ لنا قريباً

وإلا قد غنيتُ من العِتابِ

أما تدرن أنِّي من هواكم

أُكابِدُ لوعةً وكذاك دابي

فما وقفوا ولا رَقُّوا لصَبْر

ولا رفعوا ولا سمعوا صوابي

وجَدُّوا في المسير وخَلّفوني

أُقَلِّبُ جبهتي فوق الترابِ

وأجرى الدمعَ من شوقي إليهم

كما تجرى السيولُ من السحاب

أبيتُ أَردِّدُ الزفراتِ شوقا

وقلبي من نواهم في التهابِ

إليهم منهمُ ولهم عليهم

فما لي من سواهم من طِلابِ

أُسائل عنهمُ من كل أرض

إلى أن غابَ مِن جسمى شبابي