سلام كريح المسك بل هو أطيب

سلامٌ كريحِ المسك بل هو أطيبُ

وأشهى من الماء الزلازلِ وأعذبُ

وأحْلَى من الشهد المشوب بسَلْسَلٍ

وأعذب من ريقِ الحبيبِ وأطيبُ

يفوقُ على نشر الرياحين نفحُهُ

ويزرى بريحِ العودِ حين يُقَلَّبُ

يُسَلِّى قلوب الوالهين ملاحةً

ويذهب بالأحزان أيَّانَ يُعْرِبُ

وإن تُلِيَتْ ألفاظُه في مجالسٍ

يصيحُ لها طفلٌ وكهلٌ وأشيبُ

فطِرسٌ حكَى كَفَّ الكليم وكاعِبٌ

يفوقُ ضياء الشمس من قبلِ تَغْرُبُ

تضمَّن ألفاظَ المعاني كأنها

سُموطٌ من الياقوتِ بل هو أعجبُ

وحسن ثناءِ ما هَمَي المزن هاطلا

وحَنَّ إلى وادي العتيق مُعَذَّبُ

وذكرى تحيَّاتٍ تجدِّدُ ما مضى

من الودِّ والإشفاقِ ما لا يغيَّبُ

أخصُّ به الزاكي الكريم محمداً

فتى المجد والنَّدْبُ الشجاع المجرَّبُ

أخو الفضلِ والإحسانِ والبِشر والرضى

هو المرتَضَى في كل قلبٍ محبَّبُ

وكان جديراً أن نزور دياركم

على الرأسِ نَسْعَى لا على الإبْل نركبُ

ونَهْوَى بأن نمشى حُفاةً نزوركم

ولكنْ فَلاةٌ دون ذاك وسَبْسَبُ