نهني بك الأعياد إنك عيدها

نُهنّي بك الأعيادَ إنك عِيدها

ومُبْدىء أبكار العُلا ومُعِيدُها

وإنك بحرٌ للعفاةِ وموردٌ

نميرٌ ولكن للبغاةِ وعيدُها

وذِى أمَّةٍ مرحومةٍ بك أصلحتٍ

فقَائمها في نعمةٍ وقَصيدُها

وما صَدَّ عن مرآك إلا شقيُّها

وما حلَّ في علياكَ إلا سَعيدُها

ولو لم تكنْ أنتَ المعظَّم مالكاً

لما خضعتْ شُمُّ الملوكِ وَصِيدُها

وقد آنستْ منكَ الرعيةُ رأفةٍ

لأنك بالبشرِ الجميل تصيدُها

وقمتَ بدين اللهِ حتى تألفت

بِعَدْ لك آرامُ الفلا وأُسودُها

أَلاَ قُلْ لمن يبغى المعالي مُبَادِراً

فهذى العُلا تبغى حكيما يسُودُها

فإنك مِن جُرثومةٍ يَعْربيةٍ

يمانيةٍ لا شكَّ أنتَ عَميدُها

على أنَّ هذى أمةٌ خيرُ أمةٍ

وإنك يا ابن السابقين حَميدُها

لَئِنْ جَحْدَ الحسادُ بعضَ مَقالتي

فتشهدُ لي بيض الليالِي وسودُها

فيَا مَنْ له الأملاكُ طُرّاً تواضعتْ

ودَانتْ له أحرارُها وعبيدُها

ومن نصَرَ الدين القويمَ بسيفِه

وزانَتْ به الدنيا وأورق عودُها

ومن لم تَزَلْ أمواله بسخائِه

كأعدائِه بالمرهَفات يبُيدُها

فيا نسلَ سلطان بن سيفِ بن مالك

فأنتَ أخُو علياءَ عالٍ صعودُها

أتاكَ بأبكارِ المعاني منصحٌ

يفوقُ على نَظْم اللآلى قصيدُها

ودُونَكَها من مُعْولِيٍّ قَوافياً

حساناً يروقُ السامعين نشيدُها

فكم لك عِندي من جواهرَ جمةٍ

أؤلّفها نظماً وأنتَ مُجيدُها

ولِي فيك أنصارٌ عريضٌ طويلُها

بعيدٌ كآمالي بسيطٌ مديدُها

إذا شئتُ مدحاً فيك جَاشَتْ قريحةٌ

كآذيٍّ بحرٍ ليس يُحْصَى عديدُها