ولعبدالله مساء واحد

[إلى ابنتي هند]

لا شأنَ لعبدالله الليلةَ بالشجر الملحي

خرجت أسراب البحر إلى البحر

وما عادت صفصافته من غيبتها

لا شأنَ له

سيجيء الأعداء إلى هدنته

وسيرفعهم نخباً.. نخباً

ويسوّر بالهذيان

حروباً تتسلل من كأسهْ

بسيوفٍ فارهةٍ لا شأن لرأسهْ

لا شأن للحظته القصوى

بشوارع صافنةٍ تطعنه برهتها

ما كان لعبدالله سوى

حظٍ مخروقٍ

وبلادٍ صلدهْ

جلستْ صُدفتهُ القمريةُ – ذات مدار –

تحت النهر

ولم تبزغ؟

هل يبزغ نهرٌ من عبدالله؟

وهل يبزغ عبدالله الليلةَ من جذر الموسيقى؟

لا شأن لوردته

بعماراتٍ * تنتخب رماد الأقيانوس

خلف محارته

يصطفق الآجرُّ الناريّ

وتنشّ امرأة عن فخذيها أسراب المعدن

ذهب النوم إلى الحرب

ولم يعلن عبدالله رصاصته

علّقَ أنهاراً ونهاراً

في سقف مرايا

ليرى غصته عاريةً

ومضى

ما أشجاكَ الليلةَ يا عبدالله

وما أكمل صحوك مشتجراً بمروقٍ شاهقْ

**

منذ ثلاثٍ وثلاثينَ غوايهْ

لبست أحلامكَ خوذتها

وانتبذتْ طرقاً حائلةً

ومضت

فاحتفل النملُ بسكّرِ أيامكْ

بين مراثيكَ انتشرَ الحطّابون

لم تنهض صفصافتكَ الليلية

واختبأت أنخاب خرابكَ

ووحيداً غادرتَ إلى رعدٍ ما

أرجأتَ الأصحابَ إلى مرثيةٍ قادمةٍ

وبنيتَ هلاكاً

ورددتَ إلى غفوتنا السرطاناتِ

الطبلَ البازلتيّ

نحاسَ البحر

القتلى الجيريينَ

الشجرَ الصحراويَّ الراكضَ تحت عيونٍ مطفأةٍ

جرذان الخبتِ

أراملنا الممتشقاتِ الأثداءَ

وبيكاسو

ما أقساك الليلةَ

ما أوجعَ صمتكَ منتشياً بحرائقَ لا تتقنها

**

لا شأن لعبدالله الليلةَ بالأعداء

لا بحر هنالك خلفه

ولعبدالله مساءٌ واحد

كان يقطّره منذ ثلاثٍ وثلاثين غوايهْ

ويجمّع قش الضحكاتِ ليبني هرم الأنخاب

كم نصب الإيّل شركاً لفحيح رؤاه

كم نبض الحائط بامرأةٍ أعلى من نهدتهِ

كم جُنَّ النيزكُ تحت خطاه.

لكن

لا شأن الليلة لامرأةٍ

بجنون النيزك

وبعبدالله الليلةَ

لا شأن لعبدالله