موت عائلي

أُجْلِسُ موتي ـ صغيراًـ بينَ كثيرينَ يُشْبهونَه،

وأسْتَديرُ عن الجميع،

بما لديَّ من نسيانٍ.

وها أنا،

كمَنْ وأدَ كلماتِه،

لا أسمِّي أحداً،

كّيْ لا يرتدَّ لي اسمي

غيْرَ أنَّني،

مُنْذُ أن هربْتُ مِنْ شراكةِ الغابة،

أصطدمُ ـ يومياًـ بأشجارها.

وثمَّة أيضاً،

مُتَشابهونَ كثيرونَ،

يصيحونَ بي: يا أبي.

الخابور

هذا الشَجَر

أثمارُه أحزان.

لكأنَّ قواربَ الهاربينَ

توابيتُ عيدٍ فاسد.

لكأنَّ تتمَّة لليْلِ

تتيهُ نَوافيرُها في البقيَّةِ مِنْ جُنون.

هذا الشجرُ أحْزانُ مَنْ هَرَبوا،

كنَّا نُعَلِّقُ أرواحَنا

على مداخل ظلاله،

وكنَّا نُرافقهُ إلى آخرِ دموعِنا،

إلى آخرِ أشقَّاء معْكوسينَ في المُستقْبل.

هذا الشَّجر سمَّمه ـ قبلنا ـ الغرباءُ،

وها أسْماؤنا جَمْرةٌ تنبِّهُ الخرسان.