الرفات الحي

تبارك نصر بالبطولات شاهد

وعيد به عاد الأمير المجاهد

تبارك عيد النصر عاد بآية

كآية (عيسى) ما لها اليوم جاحد

رفات كريم للممات مفارق

وميت عظيم للحياة معاود

رفات على نعش وإن قلت واصفا

مليك على عرش فما أنت حائد

أرى الطالع الميمون ألف شملنا

بقائدنا الأعلى وخاب المباعد

ألا يا عهود الفخر والمجد أقبلي

وعودي (فعبد القادر) اليوم عائد

لقد عاد محمولا على الهام عاليا

تبايعه الأيدي وتحمي السواعد

وترمقه كل العيون فركبه

تنافس محسود عليه وحاسد

وحيا فحيت دولة عربية

كما كان يرجو بعثها ويناشد

فقائدها الثوري قائد ركبه

ومجلسها الثوري للامن ماهد

ومن جيشها الشعبي للركب حارس

أمين وحام للنظام مساند

يؤدي التحايا بالسلاح وفوقه

لواء هلالي إلى الجو صاعد

يصفق ترحيبا به وهو راقص

طروب من البشرى به متواجد

وخف إلى استقباله الشعب مكبرا

مجلا كما يستقبل البيت عابد

يجلجل بالتكبير من كل جانب

كما جلجلت في الأفق مزن رواعد

فأهلا وسهلا بالأمير مشرفا

حماه عزيزا والزمان مساعد

وأهلا وسهلا أنت أكرم وافد

علينا ومن في العصر مثلك وافد؟

وأهلا وسهلا أرضك اليوم حرة

وجيشك منصور وشعبك راشد

مضت لك في أرض الجزائر ثورة

يباهي بها تاريخنا ويماجد

أغرت على الغازين غارات شدة

وبأس بحملات لها أنت قائد

وخضت غمار الحرب للدين ناصرا

تكابد من ويلاتها ما تكابد

فلقيت فيها (ناصر الدين) حلية

بها في مجال البأس حلاك والد

ورب مجال للفروسة جلته

وتحتك نهد للأوابد صائد

مرقت به كالسهم تعلوه واثبا

فهابك خصم للفروسة ناقد

ورب مقام للتفاوض قمته

وقولك مسموع ورأيك سائد

بلغت به الصلح الذي رمت ورده

برأيك لكن كدرته المكائد

ثبت ولكن خانك الجد عاثرا

فعاقك واستعصت عليك المقاصد

اذا طال باستسلامك المر جرحنا

فمن جبهة التحرير للجرح ضامد

وكنت لها في ثورة الأمس قائدا

وأنت لها في ثورة اليوم رائد!

لواؤك معقود بنفس لوائها

وليس له الا جهادك عاقد

فحسبك سلطانان ماض وحاضر

ومجدان في الدنيا طريف وتالد

رعى المجلس الثوري عهدك فاصطفى

لعودك عيدا يوم ذكراه خالد

الى الوطن المحبوب ردك مكرما

كما رد صمصاما إلى الغمد غامد

فألفيت في أرض الجزائر أمة

نممت وبأيديها تساس المقالد

أطاحت بحكم المستبد وحطمت

سلاسله والظلم لابد نافد

جلا غاصب أجلاك عنها ببغيه

كما باد طاغ ظن أنك بائد

زرعت بها زرعا تأخر طيبه

وها أنت في العقبى لزرعك حاصد