المجد للباني

كم في قسنطينة من حسن بنيان

ومنظر حسن للقلب فتان

ومن بساتين خضر في جوانبها

كالعقد تصطف بستانا لبستان

ومن مبان بها للجو شامخة

ومن عيون بها تجري ووديان

مهما نزلت بها ضيفا رأيت بها

ما سرني من فنون ذات ألوان

قد زرت (مطبعة البعث) التي اشتهرت

فيها بذوق وإبدل وإتقان

وطاب لي ولإخواني بزورتها

أن ليس يعمل فيها غير إخواني

من سابقين بها امتازوا بتجربة

ومن كهول ذوي حزم وشبان

مسخرين لآلات مكهربة

كأن اجراءها اعضاء إنسان

تسعى كأبرع ساع غير وانية

في السعي مزرية بالعامل الواني

ما كان يصنعه الصناع في مدد

شتى تقدمه للناس في الآن

قام (الزبير) عليها حازما يقظا

وافتن فيها يدا خطاطها (الهاني)

وزان مكتبها (عبد الحميد) بما

يرضي الزبائن من حسن وإحسان

ولست أنسى لهم فضل الصنيع بما

أبدوه من حزمهم في طبع ديواني

لقد بنوها لبعث الشعب مطبعة

تحيي مآثره والمجد للباني