فقدنا مليكا عادلا -للمغفور له الملك عبد العزيز آل سعود

لك الويل من نعي به هتف البرق

فريع له الإسلام واضطرب الشرق

وردده المذياع من كل موطن

فصمت به الآذان واحتبس النطق

وفاضت به أنهار كل صحيفة

كما فاض من آماقنا دمعها الودق

فقدنا مليكا عادلا ظهر الهدى

بإنصافه في الحكم وانتصر الحق

أقام حدود الله بالسيف وازعا

وبالدين قانونا فدان له الخلق

وحاط حجيج البيت بالأمن بعد ما

عثا في الحجاز البدو وانسدت الطرق

وشق الثرى واستخرج الماء دافقا

بكل النواحي لا يكف له دفق

وأخرج تبر الأرض يلمح بالغنى

ويلمع للرائي كما يلمع البرق

وأنبع آبارا من النفط جمة

بأجهزة في الكشف لم يعيها عمق

لعمرك إن النفط للشعب ثروة

وعلق نفيس ليس يشبهه علق

فعادت به أرض الجزيرة خصبة

كأن لم يشع جدب بها ويضق رزق

سلام على ليث الجزيرة في الثرى

مسجى بطيب الذكر يندبه الصدق

لقد خلف الأشبال تحمي عرينه

ضواري في رعي الذمار لها حذق

وفي الخلف الميمون سلوى لشعبه

وبشرى بنجم فيه أطلعه الأفق

ألا أيها الحامي الجزيرة إننا

نحييك عن شعب برى جهده الرق

عطفت على من جاء منه مهاجرا

فلم تلتفت منه الى أرضه عنق

وعدت على بعثاتنا بمبرة

مضاعفة الجدوى بها رتق الفتق

فحمدا على حمد به تلهج اللها

لفضلك تمجيدا كما تسجع الورق

وشكرا على شكر لسبقك بالندى

وآل سعود كلهم لهم السبق

خلائف أبطال وأعقاب ذادة

زكا الفرع منهم مثلما قد زكا العرق

وما نحن إلا إخوة رغم بيننا

أشقاء في الإسلام ما بيننا فرق

وقد يرتجي للشرق جمع شتاته

كما يرتجى للعبد من رقه عتق