هيهات يخزى المسلمون

حمدا لمن في الحق غاث وغارا

ولوجهه عنت الوجوه صغارا

سبحانه زجر القوي عن الأذى

وحمى الضعيف من الأذى وأجارا

الغالب القهار فوق عباده

من ذا يكيد الغالب القهارا؟

من ذا يعقب حكم من سوى القوى

ودرى الغيوب وقدر الأقدارا

جعل الشرائع أنهجا مرضية

والأنبياء أدلة أبرارا

واختص بالمنح العظام محمدا

منهم فكان الخاتم المختارا

آتاه قرآنا يحض على الهدى

ويفصل الأحكام والأخبارا

وشريعة تعطي الحقوق سوية

للناس لا ميزا ولا استئثارا

شمس من الأفق المقدس أشرقت

فارتد ليل العالمين نهارا

ومحجة بيضاء من لم يعتصم

بسوائها ضل السلوك وحارا

كم سارحزب الله فيها آمنا

يهدي العباد ويفتح الأمصارا

حتى انضوى المعمور تحت لوائه

وغدا حمى للمسلمين ودارا

هيهات يخزى المسلمون ودينهم

علم الخلود يظلل الأقطارا

قولوا لمن راش النبال لصيده

ألق النجال فإن صيدك طارا

يا غارة الله السريع غياثها

خفي إلينا وارفعي الأكدارا

كل الأراضي في النعيم رضية

إلا الجزائر فهي تصلى النارا

وتنازع الإخوان هذا بالأذى

يسطو وذاك يريد منه الثارا

والفقر فاش فالنساء سوافر

يكدحن في طلب المعاش حيارى

يبذلن حتى العرض في تحصيله

ليقتن أبناء لهم صغارا

يا للرجال لحرمة مهتوكة

أفشاعرون أم الرجال سكارى؟

أجدادكم خطوا لكم خطط العلا

ما بالكم لم تقتفوا الأثارا؟

ما بالكم لم تقلعوا عن وهمكم

وتحرروا من قيده الأفكارا

كونوا على المتعززين أعزة

كونوا على المتكبرين كبارا

كونوا الجبال الراسيات مناعة

كونوا الحصون الحاميات ذمارا

أولادكم خلفاؤكم من بعدكم

فلدوا الكرام وأخلفوا الأخيارا

لا تتركوهم شردا واكفوهم

مؤن الحياة وقوهم الأشرارا

ضاقت بهم حيل المعاش وأحدقت

بهم المخازي يمنة ويسارا

وأرى رجال المال منا آلة

للشر فلاحين أو تجارا

لا يعرفون من اقتصاد المال ما

ينميه إلا البخل والإقتارا

أشقى عباد الله من جحد الغنى

وأذلهم من قدس الدينارا

يا قوم هل بعد الرقاد إفاقة

كم نائم سمع النداء فثارا

لا تيأسوا فالله قد جعل العلا

دولا كما خلق الورى أطوارا

فلعل من بعد المهانة عزة

ولعل من بعد العسار يسارا