وصف فوارة

يا حبذا عين تفور

حفت بحافتها الزهور

باتت «بباتنة» تفيـ

ـض على سرائرنا السرور

في روضة غناء قد

غنت بساحتها الطيور

في حوضها ماء يجو

ل كأنه فلك يدور

وترى الفقاقع كالكوا

كب فيه تطلع أو تغور

وترى به الأسماك تلمـ

ـع كاللآلئي في النحور

تلهو وتمرح لا تحـ

ـس بحبسها بين الصخور

مثل الطيور الغاديا

ت الرائحات على الوكور

بينا مياه في صعو

د إذ مياه في حدور

فكأنها رتب العبا

د يديرها صرف الدهور

أو كالرياح فمن قبو

ل ناوحتك ومن دبور

يا حبذا فوارة

نضحتك من ماء طهور

فكأنها قارورة

حوت الرفيع من العطور

قد ضمختك وأسكرتـ

ـك ولا كسؤوس ولا خمور

تركت شعورك بالعبيـ

ـر يطاول الشعرى العبور

يا عين جددت النشا

ط لنا وبددت الفتور

فلأنت أجمل قينة

غنت فأطربت الحضور

هذا خريرك يستفـ

ـز بلحنه أهل القبور

صلت مياهك للالا

هـ صلاة إشراق ونور

فكأنها داوود في

محرابه يتلو الزبور

قد جئت ظلك زائرا

حسبي بظلك من مزور

فوجدت حسنا فيك لا

يطغى علي ولا يجور

متواضعا لا بالنفو

ر إذا اقتربت ولا الفخور

الحسن فيك ككهرباء

قوية يذكي الشعور

الحسن فيك مجدد

بين العشية والبكور

الحسن فيك ممحض

لا ريب فيه ولا غرور

ولرب ذي وجه جميـ

ـل نفسه مأوى الشرور

قل للأديب هوى الطبيـ

ـعة لا يحول ولا يجور

فاهو الطبيعة إنها

أم تحوطك بالبرور

حب الطبيعة طاهر

لا فسق فيه ولا فجور