يا ليل

يا ليل طلت جناحا

متى تريني الصباحا

أرى الكرى صد عنيي

بوجهه وأشاحا

أمسى علي حراما

ما كان منه مباحا

قد ضمت بالهم ذرعا

وما وجدت انشراحا

ملت فراشي نفسي

واستوحشت منه ساحا

كأنني رهن سجن

لم أرج منه سراحا

كأن تحتي شوكا

يشوكني أو رماحا

أبيت وسنان مضنى

أرجو المنى أن تتاحا

ظمآن أنشد ماء

يشفي الغليل قراحا

أجيل بالرأيى فكري

كمن يجيل القداحا

وانظم الشعر وردا

ونرجسا وأقاحا

تأبى البلابل إلا

ترنما وصداحا

وقد أرى الجد أجدى

فأستحب الكفاحا

وقد أرى الصبر أولى

فأطمئن ارتياحا

وقد يهم فؤادي

بأن يطير جماحا

وقد أسر بكائي

وقد أضج نواحا

ولا يقر قراري

إلا إذا الديك صاحا

أرى أخا الشعر يسعى

ولا يصيب نجاحا

موكلا بخيال

في جوه الرحب ساحا

يخطو به خطوات

إلى الأمام فساحا

لكنها خائبات

نهاية وافتتاحا

في قلبه نزوات

مثل الزناد انقداحا

وفي حشاه سهام

قد أثخنته جراحا

أتى المسراب ليروى

يا ويحه واستماحا

فلم ير السؤل جدا

حتى استحال مزاحا

فلا جناح عليه

في يأسه لا جناحا

أقبح بآمال نفسي

وإن تبدت ملاحا

قد أوثقتني كتافا

فما استطعت براحا

كتمتها منذ حين

لكن بها الشعر باحا

إن الشعور لداء

أضر بي وأطاحا

من لا شعور بشيء

له نجا واستراحا

يا ليل أسرفست بردا

وظلمة ورياحا

أطفئ حروبك عنا

ولا تزدها لقاحا

وقف لنعقد حلفا

ما بيننا واصحطلاحا

إنا عليك اقترحنا

فما أجبت اقتراحا

ياليل ما فيك نجم

جلا الدجى وأزاحا

إلا كواكب حيرى

لم تتضح لي اتضاحا

بطيئة لست أدري

بها ونى أم كساحا

تحكي أدلاء قومي

مرضى تسوس صحاحا