هوانا

الهوى كُلُّ هَوى دونَ هوانا

نحن من أشعلتِ الشمسَ يدانا

والخُطى مهما تناءتْ أو دنتْ

فهي في دورتها رجعُ خُطانا

وإذا التاريخُ أغنى أُمَّةً

بشهيدٍ فأُلوفٌ شُهَدانا

وإذا الثورةُ كانتْ بطلاً

يطأُ الموتَ ويحتلُّ الزمانا

فلنا في كُلِّ جيلٍ بطلٌ

مجدهُ يحتضنُ المجدَ احتضانا

عربٌ نحن.. وهذا دمنا

يتحدّى في فلسطين الهوانا

عربٌ رايتُنَا وحدتُنا

حلَّقتْ صقراً وحطّتْ في سمانا

عربٌ.. لا أمضُغُ الملح، ولا

أكسرُ السيفَ بعينيَّ مُهانا

فأنا أعرفُ أنَّ الروحَ من

روحِنا نحنُ.. وأنَّ الكونَ كانا

وأنا أعرفُ أنّ الشمسَ في غيبةٍ..

ثم تعودُ الدورانا

والمخاضاتُ عذابٌ..

ولقد تلدُ الأرحامُ وَحلاً واحتقانا

وأنا أعرفُ أني أُمَّةُ

هي عند الله أعلى صولجانا

وأنا أركضُ في بُستانها

خيلاءً.. وأغُنّي المهرجانا

وأسألوُا التاريخ عنها

ينتفضْ كلُّ عرقٍ عربيٍّ عُنفُوانا

***

آهِ يا ذاكرةَ الأرض

لكم ثقُلتْ أقدامُهم فوق ثرانا

والدُّجى كان بطيئاً..

والأسى كان مُرًّا رَشَفَتُه شفتانا