أتعرف قوما بالعقيقين سكانا

أتعرفُ قوماً بالعقيقينَ سُكّانا

وحيَّاً يحلون الأجارع والبانا

غِزلان أنْس بالعُذيبِ خيامُهم

وأيُّ خيامٍ قطُ يحوين غزلانا

عقائل من بكر بن وائل لم يزل

بها البَينُ يحدو في المفاوز أظعانا

وَيَتْركنَ حلف اللّب صَدْيان هيمانا

مِراضُ المآقي يَسْتَلبْنَ أخَا الحِجَى

ويطلعن أقمارا ويَنْفَحْنَ مندلاً

وينظرْنَ أراماً ويَمْشِينَ أَغصانا

كأنّ على لباتهنّ غدائر

من الليل أو تحت الغدائر غدرانا

سَقى اللهُ نعمانُ الأراكِ فإنني

لأعشقُ مَنْ حَلّ الأراك ونعْمانا

ليالٍ لليلى العامريةِ طَالَما

غدت للصِّبا واللّهو داراً وأوطانا

سحبتُ بها ذيل المجون تبختراً

وجرَّرتُ فيهَا للشبيبةِ أردانا

إلى أن مضى عصرُ الشباب وطيبُه

وَوَدّعنَا العيشُ الرطيبُ الذي كنا

فيا راكبا حَرْفاً أمُونّاً شِمِّلّةً

عذافرةً كالهِيق وَجْنَاء مِذْعانا

لك الله جَاوِرْ أرضَ قينِ وعامِر

وصخرِ وفخرٍ ماضي العزم جَذْلانا

إلى أن ترى بالمقصريّة مربعاً

وغيثاً غزيراً دائِم السكب هتّانا

فثمَّ فألق الشدَّ والرّحلَ والسُّري

وقطع الفلا وأمْدح بشعرك نمرانا