أدعوكم ومدامعي تتحدر

أدعوكم ومَدامِعي تتحدرُ

وبأضلعي جَمْرُ الأَسى يتسعرُ

وأقول يا أهلَ الحِمى أعلا الحِمى

لا تنكروني ما المعَارفُ تنكرُ

أوليس دارُكم ودَارِي بالحِمَى

ولنا مقَيل لا يُذَمُّ ومَسْمرُ

وأنا أخوكم بالصحيح وفرعُنَا

فرعٌ وعُنْصُرُنا كذلك عُنْصُرُ

مِنْ لحمكم لحمي ومِنْ دَمِكم دمي

وعلى محبتكم أموتُ وأُحْشرُ

ما أنْ جفوتكم فلِمَ تجفُونَني

ما إن هجرتُكم فلِمَ أنا أُهجرُ

والكف ليس الزندُ ينكرُ فربَه

والعينُ لا يقسوُ عليها المحجرُ

والله ربُ العرش مُطّلعٌ على

أني لصفو الوِد فيكم مُضْمِرُ

وإذا تغيّر كُلّ صَاحِب صُحْبةٍ

فأنا الذي والله لا أتغيّرُ

مَنْ مبلغٌ كُلّ القبائل حيثُ مَا

قد حَلَّ مُنجدها وحلّ المُغمورُ

إِن العفيفَ أبا سهيل حَاطنا

من كلّ نائبةٍ تُخَاف وتُحْذرُ

أحيا أبو بكر سُهيلَ وغيرَه

لا بل أبو بكر أجلَّ وأكبرُ

صَلَحْت به كدرا سهامِ وعُمّرت

لولاه خرابُها لا يُعْمَرُ

وَغدوت تلوذُ بها القبائل كلّهَا

فيُيَسَّرُ الأمرَ الذي يتعسَرُ

حَدِبٌ على كُلّ الرَعايا مُشفِقٌ

فالشمل منهم نظمُه لا يُنْثرُ