أذا ما عقيق الرمل بانت خيامه

أذا مَا عقيقُ الرّمْلِ بانت خيّامُه

وأورقَ واديه وجادت غَمَامُه

وبانَ لنا البانُ الذي بمُحَجّرٍ

تميلُ أعاليه وتشدو حَمَامُه

فحُقّ لقلبي أن يطولَ هُيَامُه

وحُقّ لطَرْفي أن يطيرَ منامُه

ومَا أنا إلاّ مُغْرمُ القلب صَبُّه

بخالين لا يدرونَ كيف غرامُه

ولي بالغَضَا لو كنتَ تَعْلَمُ ما الغضا

حبيبَ مكانَ النجم ناءٍ مرامُه

يَضمُّ صَبَاحاً في ظلامِ نِقَابِه

ألآيا بنفسي دُرّهُ وتُؤامُه

ينُوبُ عن الرِّيحانِ والراح خدُهُ

وَيحكي غُصُونَ الخيزران عِظَامُه

أموتُ إذا ما مال عني عِطْفُه

وأحيا إذَا وافى إليّ سلامُه

وأسْتَسِمجُ اللّيلَ القصير ورآءه

وسِيّانِ ليلُ المستهامِ وعَامُه

ألآ حبذا نْجدٌ وفائَحُ رَندِه

ويا حبّذا حَوذَانُه وبشّامُه

بلادٌ كخُلقِ ابنِ الحسينِ رياضُه

وروضٌ كخلْقِ ابن الحسين كمامُه

إِمامٌ لأهل الأرض برَّز وحْدَه

وسَار وخير المرسلين أمَامُه

مشابُهُه إسْماً وخُلْقاً وَسُنّةً

وإن قال يوماً فالكلامُ كلامُه

إلا إنّ دهراً من بنيه مَحَمّدٌ

زمانٌ بكفِّ المكرمات تهَامُه

وإن مَحَلاًّ حلّ فيه مَحَمّدٌ

مقدّسَةٌ غِيطَانُه وإكامُه

ومَا ضاق يوماً يالمؤمَلِ سوحُه

ولا ذمَّ يوماً للصديق ذِمَامُه

وما هو إلاَّ الغيثُ غوثٌ مُذاقُه

وَمَلْمَسُهُ لَدْنٌ وَوَبْلٌ سِجامُه

ولا هو إلاّ البَدرُ سارٍ ضِياؤهُ

وطلقٌ مُحياه وعالٍ مَقامُه

ومَا عاش هذا الخلقُ إلاّ اشتمالُه

ولا قام هذا الدينُ لولاَ قيامُه

ولا بات جارٌ في حماهُ مُهَضّماً

وحاشا وكلاّ لا يطاقُ اهتضامه

كريم نمَتْهُ مِنْ بجيلةَ سَادةٌ

كرامٌ بنفسي نفسُه وكرامُه

به يأمنُ الثغرُ المخوفُ انفتاحُه

به ينظمُ السلكَ العرينَ انتظامُه

غدا المجدُ ثوباً وهو ساحب ذيله

بل الجودُ مُهْراً في يديه لجامُه

أبا عَبْدَلٍ إنَّ الثناء لجوهَرٌ

بجوهَرِك الشفافِ يحلو نظامُه

وأنت امرؤ لو أنَّ حاتم طيء

رءاَك غدا الجود ضاقَ حزامُه

فلا زلتَ للدنيا وللدين معقلاً

ومَجْدُك عالٍ لا ينال سَنامُه