أناديك عز الدين والصوت يسمع

أَنَاديِك عزّ الدّينِ والصوتُ يُسْمَعُ

وأدعوكَ إذْ ضاقتْ بي الأرضُ أجمع

وأدعُوكَ عز الدين إذ قصرت يدي

وضَاق به صدري وصَدرك أوسع

تَتَبّعني الحسادُ قِدْماً وَلَمْ يَكُنْ

خلاَ أحدق من حاسدٍ يُتَتَبّع

وجاءت من المملوك نحو رقعة

يكاد لها صُمُّ الجبال تصَدّعُ

فصرتُ إلى سجن به كنتُ اشتهي

عدوَّك تجزيه مقيل ومضجع

وأوحشني سجانُه وأحَلنَّي

محلاً به خدي على التربِ يوضع

وأمسيتُ لا الليلُ الدجوجي ينجلي

بحالٍ وَلاَ الصبحُ المشرقُ يَسطُع

أبيت كأني ساورتني ضئيلة

من الرقش في أنيابها السَّمُ مُنْقعُ

أسامِرُ قوماً ضامرين من الطَّوى

ضعافُ القوىَ أنفاسُهم تتقطع

حيارى بمهجور الجوانب مظلمٍ

يَظَلّ به مِنْهم على الترب أذرع

إذا أنَّ هَذا أنَّ ذاك كأنَّما

حشا ذا وهذا بالكلاليب تُنْزع

فَصرتُ لما بي ثم زاد الذي بهم

شجاني ونكؤُ الجُرح بالجرحِ أوجع

ووَالله ما أحْدَثتُ ذنباً ولا يدي

تمدُّ إلى شيءٍ به الحبلُ يُقطع

ولا كان منّي ما يُعابُ وأننّي

لأَفْزَعُ مِن مَرِّ الرياح وأجزع

فيا عزَّ دين الله صوتَ مُثوَّبٍ

له منك حتى لا يصدع اضيع

ويا عز دين الله صوت مثوب

له فيك مدحٌ كالفريد مُرصّعٌ

أغِثْني بجاهٍ منك أوْ بشفاعةٍ

فإنك واللهِ الشفيعُ المشفّعُ

ومن لم يجد ظلاً ظليلاَ يُكِنُّه

فلي منك يا سيفَ المماليك مَقنَعُ

وخلْفي أهلٌ لو سمعتَ عويلُهم

لأشجاكَ منهم ما تراه وتسمع

وشيخٌ حَنَتْه النائبَاتُ وحَولَه

عجوزٌ لها دمعٌ وللشيخ أدمعُ

وأطفالُ دارٍ لو تغيَّبتُ ليلةً

عَوُوا كذئاب البيْد إذ هي جوّع

وما لهم كافٍ سواي وكافلٍ

أذبُّ الأذى عنهم وإن غِبتُ ضُيُّعوا

تذكّر ثنائي عَنك وَارْثِ لضيقتي

فقد يرُحم المستأسرُ المُتضَرِّعُ

لعلّ من المولى الأتابك عطفةٌ

يضَمُّ بها شملي الشتيتَ ويجْمَعُ

فما زلن أحلاَمُ الملوك وسيعةٌ

وإن كثر الواشون قولاً ووسَّعوا

أجرني كفاك الله كلَّ مهمّةٍ

فما زلت للخيرات مذ كنتُ تزرع

وعِش الفَ عامٍ في السعادة ما سَرى

نسيمٌ وما باتت حمائم تسجَعُ