بدت في المرط عاتكة تهادى

بَدَتْ في المرْطِ عاتكِةٌ تَهَادَى

فمادتْ كالقُضيِّب حين مادا

وأومضَ ثغرُها فجَلاَ بياضاً

وأسْبَلَ شعْرُها فجلاَ سوادا

وهزّضتْ مِنْ نواهدِها رِماحاً

ومن أجفانها قُضُباً حِدادا

فقلتُ لصَاحبي صُدْها فَنَادى

أرى العَنْقاء تكبر أنْ تُصادا

فقلت له ترى كيفَ الثنايَا

فقال أظنها درراً بدادا

فقلتُ فما سَهامُ اللحظ منهاَ

فقال إذا رنتْ رمتِ الفؤادا

فقلتُ حبيبة رَجعتْ عدوّاً

فقال أعيذها من أن تُعادى

فقلتُ فخِلِها عنا فغنَّا

أردتُ وغير قلبك ما أرادا

لئن قَدَمَتْ مخول الشعر قبلي

أراني في مقدمها جوادا

فدَعْ عنك القرائح واقترحْني

تجدْ مني زهيراً أوْ زيادا

إذا اسْتَسْقَى الغمامَ ولم يجلجل

فنور الدين إنْ سألوه جادا

ونور الدين لو لم يُدْعَ لَبَّى

ولو لم يستزدّ وَاللهِ زادا