تذكر إلفا بالعقيق ومسكنا

تذكر إلفاً بالعقيقِ ومسكنا

وشوّقَهُ البرقُ الذي لاح موُهنا

فبات كما بات السليمُ مُسَهَّداً

يعالج وجداً من هناك ومن هنّا

إذا ما اشتكتْ من سطوة الدمع عينه

شكى الجسمُ ما يلقاه من سطوةِ الظنى

وفي مُنْحنى الوادي من أيمنِ الغَضَا

خيامٌ بَنفسي من خيامٍ ومُنحنى

وبهنانةٍ مثل الهلاَل إذا سرى

يميسُ بها مثلُ القضيب إذا انثنى

مقسمةً ليلاً وصبحاً وجلمداً

وماءً فما أقسى فؤاداً وألينا

جميلةُ وجهٍ لا ينالُ جميلُها

وما خُلقتْ حسنآء إلاّ لتحسنا

أقمتُ برغمي يوم سِرْن ظعونُها

وما كنتُ أرضى أن أقيمَ وتظعنا

وكفكتُ جَفْني حين فاض بمائه

وهيهاتَ قد أضحى له الدمعُ ديدنا

خليليّ هَلْ وصل النخيلة عائدٌ

فاعفو عن البينِ المشتتِ ماجنى

أنا ابنُ الفيافي والقوافي ولم يزل

جَنى الغصن يثني عنهُ سَاعة يُجتَنى

تركْتُ لأهل الغورِ مَا عونَ رِفْدِهم

ولم أرضْ مَن نزر المعاش بما دنا

وما زلت مداح الملوك وناظم السُّ

لوك فما أرضى سوى النجم موطنا

وما لي وقصدُ الباخلين ولم أكن

لأكسو ثنائي غيرَ من يكتسى الثنا

وفي القُلّة الشمَّاء من راس اشيحٍ

رحيبُ الخُطا والصدر والباع والفِنَا

وإن أيادِي راشد بن مظفر بن مس

عود تغْنى كلّ من طلبَ الغِنى

لقد جادني من صارم الدين وابلٌ

هنىءٌ وخيرُ الوبل للأرض ما هنا

تيممتُه من أرضِ قومي مُعْدِماً

فَعدتُ كأنّي منه صادفت مَعْدِنا