ذكر الرمل بعد بعد مزاره

ذَكَرَ الرَّملَ بَعْدَ بُعْدِ مزاره

والحِمَا والحَمَامُ في أشْجَاره

كلُّ وَرْقَاء فوقَ وَرْقا تحكي

مَعْبداً مُنْشِداً على أوتاره

ذكّرته زمَان ليلى قيس

جارُها وهي خدرُها في جِواره

وهي مَا جاوزتْ عن الخمس والعش

ر ولا اخْضَرَّ جانبٌ من عذاره

يُخْجلُ الوَردَ خدُّها باحمرارٍ

يُخْجِلُ الظبيَ طَرْفُها باحوراره

لا تُعَاتِبْ على الجفَاء مليحاً

جمعَ الْرملَ والنقَا في إزاره

لا تَقلْ كانَ مِنك هذا ولكنْ

دَارُهُ مَا أَقَمت في عُقْرِ داره

وانتظِر عطفَه الحبيب فكم منْ

فرجٌ قد أتاك بعْدَ انتظاره

رُبّما يجْتني ثمارَ المسراتِ

أخو الصَّمتّ مِن غُصونِ المكَاره

أنا لاَ أمْدَحُ البخيل وحتى

جَمَلِي لا يَمرُّ تحتَ جدَاره

وأمَامي إِمَامُ فخر بن نصرٍ

حولَ بيتي يعُبّ موج بحاره

وإلى الهِرمِلي سِرْن المطايا

شُرِّدا وُردِّاً إلى تيّاره

قصَدتْ سيد الأيمة طُرّاً

وأقرّت باسرها في قراره

فهو ملجأ اللَّهِيْفِ عند حذار

وهو مُغَني الفقير عندَ افتقاره

صدرُه معدنُ العلوم ول

وحُ القدرةِ المستطيل تحتَ صداره

يا أبا عَبْدَ اللهِ عَزَّ بك ال

دّينُ وقام الإِسلامُ بعدَ عثاره

ما خلى الشافعي من بيتِ عِلم

نبويّ وأنتَ مِنْ حُصّارِه

كيفَ لا أمدحُ الذي تُجْذُبُ الأ

رضُ وربعي الخصيبُ مِن أمطاره

حَسَناتً إلي بالليل تسري

مِثلَ مسرى النسيم في أسحاره

يتخفّى بها فتظهر كالمسك

نما عطِرهُ على عَطَارِه

فوقاه الإِلهُ من كلّ سوءٍ

مَا شدا طائرٌ على أشْجاره