صب بليلى ذرفت مقلتاه

صَبٌّ بليلىَ ذَرَفَتْ مقلتَاه

بِكا ولم ينْفعْه فيها بُكاه

لاَ تعذُلاهُ فهو مُستَهْتِرٌ

بُحِبَّها إيَّاكما تعْذُلاه

كُفّا عَن اللَّوم له قَدْبه

مِنْ حُبِ ليلى عامرٍ ما كفاه

ماداه إلاّ هجرها إنما

في وصلها أنْ واصلته شِفاه

شفاه ممامسَّه من ضَنىً

تقبيله ما بين تلك الشفاه

يهوى لِقاهَا وهي قد أعرضت

عن كلِّ مَا يهوى وتأبى لقاه

يا قومُ مَا أصعبُ مِنْ عَاشقٍ

صَبٍّ لُقْيَاه من لا يشاه

فأَهِ للعيش الذي قد مضى

ولم يُفد فيما مضى قولُ آه

إياه كنّا بكثيب الحِمى

وخِدرَ ليلى خدرنا من سناه

هيفاء أمّا ردفُها فالنَّقا

تهتزُ من أعلاَه تلك القناه

يا بارقا بالغور أمستْ له

سحائبٌ بالودق تسقى رُباه

كأنما الأنواء منها ندىَ

يمينُ يحيى صَادفته العُفَاه

يحيى بن إبراهيم محيي النَّدى

بعدَ الفنا يا لكُما من حياه