لو كان قلبي يوم البين طوع يدي

لو كان قلبي يومَ البين طوعَ يدي

لَمَا سرى أثَرَ الغادي عن بلدي

لو أنّ صاحبةَ الخلخال لي وجدت

وَجْدِي لعشتُ ولكن تلك لم تجد

مالي بكيتُ بِعينٍ مِلؤُهَا حُرَقٌ

وتلك تضحكُ عنْ بَرْدٍ وعن بَرَد

وَدعتُهَا وبودي لا أُودّعُها

وعدتُ أندبُ مَغْنَاها وَلَمْ تعدِ

وغيّبَ البُعدُ عن ليلى مواصلتي

وإنني لم أدانيها عَلَى البُعَدِ

ليتَ الحُداةَ غَداةَ الجِزع ما زجروا

حُمْرَ النياقِ وليتَ العيسَ لم تخدِ

كأنّ أيدي مطايَاهُم وَقدْ حُدِيتْ

تطا على حُرِّ وجهي أو على كبدي

وفي الهوادج نورٌ ليس يستره

عنك الحجابُ ووردٌ في الخدودِ ندِي

لم يَصرموا إنما حبلى هموا صرموا

لم يرحلوا إنّما هم رَحَّلوا جلدي

كم دار في خلدي مِنْ صَرِف نائبةٍ

إلاّ فراقُهم مَا دَارَ في خلدي

يا أهلَ تلك المطايا مَا يضرُّكم

أن تبدلوني بطيب النوم بالسَّهدَ

يا عَاشقَ البيدِ قفراً لا أنيسَ بها

وخائضَ اللّيلِ بالعيرانة الوخدِ

هاك احتملْ نفساً مني إلى رمعٍ

كالعنبر الورد أو كالماء والشُّهُدِ

إلى جميلِ جميل القول من قِدَمٍ

إلى ابن أحمد لا تلفت إلى أحدِ

إلى جرير القوافي بل فرزْدقها

وعاقدِ الحلِّ والتفاح للعُقد

إلى ابن طرفِ بن بحرٍ والتَثِمء يَدَه

وارو الصحيحَ ولا تنقصْ ولا تزد

ذاك ابنُ عمي مَنْ انسابَه نسبي

كالجفن للعين أو كالكفِ للعضدِ

وقد أتاني طِرْسٌ فيه مَعْتبةُ

لو ذقتُ مَطْعَمَها في الماءِ لم أرد

وكيفَ أنكر شداداً وكمْ نعَمٍ

له عليَّ بلا حصرٍ ولا عدد

وكم حويتُ جزيلاً من مكارمه

ورحتُ أرفلُ في أثوَابه الجُدد

لأنَّ قومي قومُ التبّعيّ وهَلْ

يا قومَ أجدعُ أنْفي عَامداً بِيَديَ

قَبّلْتُ طِرْسَكَ إذ وافي وقابَلني

منه السِّنانُ بكَفِّ الفارِس النّجد

أسْمعتني فيه صوتاً ساق لي صَمَماً

ليتَ القصائدَ لم تُولد ولم تلد

قضيّةٌ شابهَتْ قِدْماً ليوسفَ بلْ

مَحْمُولةٌ بَنِيَتْ سَقْفاً بلاَ عَمد

أرْسلْتَها في سطورٍ منك قد مَلئت

صُبْحاً من اللّيل أو ليْلاً من الزرد

جاءت وظاهرُها حسنٌ ومَلْمسَهُا

خُشْنٌ وفي جيدها حَبْل من المسد

فقلت إنّ حسامَ الدين بغيتها

ولا قرار على زأرٍ مِنْ الأسد

ولو يَهزُّ حُسَامُ الدين أنملة

منه على البحر غاض البحرُ بالزبد

أو لو يقولُ حسامُ الدين ويحك قف

للماء لم يجرِ أوْ للنارِ لم تَقِد

اسباطُ يعقوبَ باعوا يوسفا فحووا

عاراً بذاك وعيباً مدة الأبد