ما أن ذكرت الكثيب والعلما

ما أنْ ذكرتُ الكثيبَ والعَلَمَا

إلاّ جرى ماء مُقْلتيَّ دَمَا

وَلاَ بَدتْ لي النَقا خِيمٌ

إلاَّ فقدُتُ تلكمُ الخِيما

أهفوا إلى عامرٍ وشعبُهم

ظام ولو أنني تلفت ظمَا

أرعى إذا ضيَّعوا وليْ ذِمَمٌ

تُرعى إذا القومُ ضيّعوا الذمَمَا

وفي حدوج الغُداةِ مرهفةٌ

قد قسَّم الحسنُ شخصَها قِسَمَا

إن ترتشف ثغرها تجد ضَرَباً

أو تجتلي خدَّها تجدْ ضرَمَا

اسفلُها رملةٌ وأرفعُها

بدرٌ وخوُطُ الأراك بينهما

بي ندمٌ إذ سَرَتْ ركائِبُها

وقلبُ لَيْلى عليَّ مَا نَدِما

بالله إنّ جِمَامَ قد سَدَلتْ

مثلَ العناقيدِ شعرهَا الفَحِمَا

فقُل لها ذلك الضعيفُ أمّا

تحشين ربَّ السَّماءِ فيه أما

وأحذرْ إذا قوّستْ حواجِبَهَا

فإن رنا طَرْفُها إليك رَمَى

وأحبِبْ إلينا بموزع فبها

كم قد رأينا الكرامَ والكُرمَا

مدينة بوركت يَحف بهَا

وادٍ كمثل الفُراتِ حين طمَى