ما تقولان في شقيق الخدود

مَا تقولانِ في شقيقِ الخدود

وتشيرانِ في لُدين القدود

مَا تديران في العيون السواجي

ما تظنان في الطُلا والعقُود

سَامراني فقد تطاول لَيلي

ساهراني فقد عدِمتِ هجُودي

هل سبيلٌ إلى زَرُودٍ واهليه

وهيهاتَ أينُ الهُ زرود

قال لي صَاحبي غداة راني

يومَ نجدٍ حليفَ وجدٍ شديد

لَوْ تجُلّدتَ قلتُ لو تم لي ذاك

ولكن أمرتَ غيرَ جليد

ظلّ يهدي لي الرشادَ فأعْصى

وبعيد رشادُ غيرُ رشيدِ

يا أهيل الخيام لم أنس عهداً

مذ بعدتم فَلِمْ نَقضتم عهودي

قد وعدتم بأن تزُوروا فماذا

عاقكم عن نجاز تلك الوعود

لا تقولوا سلوت بعد افتراقٍ

فدُموعي على هواكم شهودي

كبدي طوعُ أمركم والقوافي

كلّها في سُهيلٍ بن الوليد

وإذا القصدُ والقصيدُ أصيْغا

فهو للقصد موضعٌ والقصيد

مَا وفدنا إليه إلا أفدنا

منه لا زالَ مَنْجعاً للوفود

ما وردنا حياضَ نعماه إلاّ

قال أهلاً ومرحباً بالورود

تنظرُ الطالعَ السعيدَ إذ لاَح

في ذلك الجبينِ السعيدِ

وتحطُّ الرحالُ منه بسَوْحٍ

كل كثبانِه جفان ثريد

عندَ رحبِ الذراع والصدر نقع

لِوَدُوْدٍ وَعُضَّةٌ لحسود

عندَ مَنْ لا يزال في عقوتيه

نجْعةُ المعتفي وأمن الطريد

تنظر الخيلَ في المرابطِ حوليْه

وسُمْرَ القنا وخفقَ البنودِ

والعطايا على العطايا فَمنَها

تبر مصرِ وعبقري البُرود

كُلّمَا عَجَتِ الجنائِبُ حوليه

أجابت عُفاتُه بالنشيد

ذاك ردفُ الملوك طفلاً وكهلاً

وَعميدُ القبائل ابن العميد

طاهر الصدرِ والطويةِ لمَّا

يَسْرِ في صدره ظلامُ الحَقودِ

يَتِّقِ اللهُ في الأمور وتخشاه

ويُخشى إذا مشى في الحديد

ساد في مهده وجادَ ففِكرٌ

أيُّ فرع أناف من غير عود

يا فريدَ العلا إليك من المدحِ

فريداً يفوق نظمَ الفريد

نقّحَتْه قريحةٌ أنتجَتْها

فكرةُ تستقلُ شعرَ لبيد

أنا ذا واقفٌ وصحبي يثنى

عن معاليك كلَّ يومٍ جديد

بينَ مُنش ومُنشدٍ ومُغَنٍّ

ومَهَنٍّ لكل صومٍ وَعيد

قد تملكتنا عبيداً بنعماك

وشرط الكرام بِرُّ العيد

فاعِدْ ذلك الجميلَ الذي كان

فما زلت خيرَ مُبدٍ مُعيد

كل كَسبٍ يبيدُه قِدَمُ الدَّهرِ

ويَبقى الثناءُ في تجديد

نسألُ الله أني قيك ويبقيك

ويكفيك كلَّ دهرِ عنيد