ما حال سكان العقيق بعدي

مَا حَالُ سُكْانِ العقيق بعدي

بالرّغم عن أهلِ العقيق بُعدي

كنّا وكانوا جيرةً وخُدورُنَا

مضروبةٌ حولَ الكَثيبِ الفردِ

يمسي ويضحى سِربُنا في دعة

وادعة في خفض عيش رَغْدِ

فاليومَ أغورنا ونجدُ دارُهم

والغُورُ ناءٍ عن هضابِ نجْدِ

أهزلني هزلُ النَّوى وجدها

وَاتعبني من هَزْلها والجَدَ

مَنْ لي بأن تدون بهم ديارُهم

ويرجعُ العهدُ كمثلِ العَهْدِ

وتعْمَرُ الأطلاُ أطلالُ اللّوى

بال هند وبقرب هند

مَالي إذا هَبَّ نسيمُ عالجٍ

من عالجٍ بشيحه والرّنْدِ

أذابَ قلبي وأذابَ خاطري

وهاجَ أشواقي وبثّ وجدي

وإنْ شَدَتْ وَرْقَاءُ في أراكةٍ

فَقْداً فإنَّ عندَهَا مَا عندي

أمّا أنا فلي فؤادٌ هائمٌ

بكلِّ قدٍّ وبكل نهْدِ

مَا زلت أبكي وتذوبُ مُهْجتي

لِوَمْضِ برقٍ وحنينِ رَعْدِ

أيسرُ مَا ألقاه خوفَ حَاسدي

والدمعُ للِسرّ المصون يُبدي

مَا أكثرُ العشاقِ إلاّ أنّني

حُمّلتُ أثقال الغرامِ وحدي

يا دُرِيَّ الثغرِ الذي رَضابُه

من قرقفِ وعَنْبرٍ وشَهْدِ

هل رشفةٌ منك وهل لي قُبْلَةٌ

من ذلك الثَّغرِ وذاك الخدّ

وهل عَسى يجمعنا رَمْلُ اللّوى

ونشتفي بالوصل بعد الصَّدِّ