ما ملت عن أهل اللوى والمنحنى

مَا ملتُ عن أهل اللوى والمُنْحَنَى

مَلَلاً ولا عنهم هناني مَا هَنَى

ما ملتُ عن رَمْلِ العقيق وأنني

قلبي هناك وإن غدا جسمي هُنا

وهجرتُ دارَ العَامرية مِثلَ مَا

هجر الحسينُ الماءَ تحميه القنا

من أين لي عِوضٌ باثلة رادعٍ

وبأيكهِ وبسدرِه حلو الجنى

إني وإن أتْهمَتُ أهوى أن أرى

دوَر الحُصَيْب ودربهن الأيمنا

ويشوقني النخلُ البواسق كُلّما

جذبتُ عثاكيلاً كليلات الدُّنا

لاَ ليلَ من ليل الجَريب يُعِيْضني

ليلُ الجريب أجلّ كسب يُقتنى

الماءُ عذبٌ والنسيم مَعَنْبرٌ

والبان أن مَرَّ النسيم به أنثنَى

بَلَدٌ مضى فيه مُعَاذ مَهَرولاً

حَذَراً بعُفْرِ ظبائه إن يُفْتَنا

وبه أناسٌ أنْ أتَتْهْمُ غارةٌ

أخفوا سيوفَهُم وسلوا الأعينا

عندي تذكرهُم وقلبي عندهم

يا ليتهم يلقوا هنا لك مَا هنا