مولاي نور الدين لا

مولاي نورَ الدين لاَ

لاقيتَ صرفَ النَّوب

وعشتَ الفي سنةٍ

في خفضِ عيشٍ خصِب

سمعتُ منكم خبراً

أطلْتُ منه عَجَبي

إن كان مِن قَصْدِكم

أخذُ خيولِ العَرب

فانني مِن سَاعَتي

أسلَخُ منهم نسبي

أكونُ زنْجيًّا ولا

أدخُل في ذا النّسبِ

إنْ أنا إلاَّ فارة

في جُحرِ ضِبّ خَرِب

ومَا اختلاطي بِهُمُ

هذا أشدَّ العجب

والمرء معذور إذا

جانبَ أهلَ الرَيب

لأنَّ عندي فرساً

مِنْ خيل أهلِ الأدب

أبغي الشحاذات به

ليس لطعن السُرَب

ولا لحملِ الدرع لاً

بل هُو لحمِل الجُرُب

أحسكتُه في صفرٍ

ومَرةً في رجب

وكم أنا أوعده

بكلّ وعدٍ كذبِ

لجامُه من سَلَبٍ

وَسرجه مِن خشِبِ

ولو تراني فوقه

كمثلِ جِعْسِ الكنَب

تراه من ضعف إذا

حَركته يَنْقلب

فتارةً يعثر بي

وتارةً يربض بِي

فساعةً أضربُه

وسَاعةً يضرب بي

وليسَ عندي غيره

واللهِ مِنْ مكتسب

لا إبلي لا بقري

لا فضّتي لا ذهبي

ولا ترى عندي ولا

رُمحي طويل العَذب

لستُ ابنُ كلثوم ولا

عَمْروَ بن معدي كَرِب

إنْ أنا إلاّ شاعرٌ

أطلبُ فضلَ العرب

كالطير يسترزق من

حبوب أهل الحَرَب

كالفار يمشي لَيْلَهُ

حولَ رغيفِ يَثبِ

مولاي إني عبدُكم

منكم إليكم هَرَبي

لا تخلطوني بهم

فقد عرفتم نسبي

إن كان أدمُ جدَّهم

فإنّ ابليسَ أبي

يكفيكم عن فرسي

كلَّ جوادٍ سَلْهَبِ

وكل جَردآء عَيْطلٍ

كلّ كميتٍ مُقْربِ

كتائب معقودة

كل خضمٍّ اللّجبِ

مَا حبَّةٌ مِنْ خشفٍ

بين سِلالِ الرَّطَب

ومن رأى الراسَ فلا

يرضى بأكلِ الذّنب

بالله محفوظ أنَا

والمدح مذ كنت صبي