نوح الحمام على الأغصان يشجيني

نوحُ الحَمَامِ على الأغصان يُشجيني

والبَرْقُ يَضْحَكُ أحياناً فيُبْكِيني

ما كانَ لي ولخَوطِ البانِ أعشقه

ما كان لي ولسهْم اللحظِ يرميني

يا دارَ زينبَ والدنيا مفرقةٌ

حيِّيْتَ فيك غزالاً لا يحييّني

يا دار زينب بي داءٌ أكتْمه

مُليت شعري مِنه مَنْ يدويي

أظهرَ موالي نُكراً بعدَ معرفةٍ

وكان أهونُ مِنْ ذا الشيء يكفيني

وقد أطلت عُبُوري حول دَارِكم

عطشانَ لو سمح السَّاقي فيَسقيني

عرضتُ بي كقناة الخِطِ عاسلةً

هيفا يَلْعَبُ عطفاهَا مِنء اللّين

ماذا العجائبُ مَا هذي الذوائبِ ما

هذي الترائبُ في حسن وتحسين

لدن القدود ورُمّان النّهُودِ إلى

وردِ الخُدودِ وتفاح البسَاتين

وعاذلٌ فيكِ لمَا إنْ وصفتُ له

عينيكِ عاد بعيْنيه يواسيني

بكيتُ حتى بكى مثلي وأحَزَنَه

مَا بي وعَنّاه مني ما يُعنّيني

تيمته مثلَ ما تيمتني بفم

وحاجبٍ مثل قوس الترك مقرون

سبحانَ خالقِ هذا الخصر مُنْجدلاً

جَدْلَ العنانِ وهذا أعين العينِ

ذا الثغَرُ والشَعْرُ هذا النحر عذبني

ذاا الخصْرُ أخرجَني والله من ديني

تمائلٌ وتهادٍ ما يميل كذا

قُضْبانُ نَعْمان في كُثبانِ يَبْرين

قالوا حللت بذاتِ القُراط قلت لهم

طعْنُ القدودِ والرَديَنياتِ يُرديني

وَآخرَ قلباه لو أرشفتني برداً

من فيكَ رَيْقني في الصف يرويني

لَونُ الطواويس ذا لون الحمام وذا

لون البشامُ وذا لون الرياحين

في القلب منك جنون لا يفارقني

وإنما يَرعُ المجنون في الحين