هل المنازل تنبي علم اهليها

هل المنازل تنبي علِمَ اهليها

أم الديار تحيّ مَنْ تحيّيها

لمَّا تَنَكرنْ في عيني معَارِفُها

ظلّتْ دموعي تجري في مجاريها

ومَا المنازلُ لولا حُبُّ نازلها

ولا المساكنُ لولا حبُّ مَنْ فيها

يا دارَ عَزّةَ الدُّنيا مُفّرقة

بل الرسومُ تنادي من يناديها

أيْنَ التي كان يُعييني العتاب لها

على الجفاء وحملُ البرد يعييها

فتّانة حَوراً فَيْنَانةٌ شَعَراً

سودٌ ذوائبها بيضُ تَراقيها

البدرُ غرتُها والسِّحرُ نظرتُها

والمسكُ نفَحتُها والخمر في فيها

مالي وللغور من بالشرق قد علموا

صبَابةٌ ودموعٌ بتُّ أذريها

ومَجْدُ سنحنانَ لم تُهدْم مراتبه

وأرضُ سَنحانَ مُخْضَرٌ روابيها

وأني يلقى يداه الألفُ مُبْتَسِمَا

والأَلف تاتيه أضيافا فيقريها

متى دعوت ببعض الصوتِ انجدني

من يُرجعُ الخيلَ مدْمَاةً هواديها

لولا سَمَاحُ جمالِ الدين من قدمٍ

لم يَسد عَارفةً بيضأ مسديها

يكادُ يُرقُ صدرَ الرمح من يده

والباتر العضبُ يُنضي من أياديها

أغلى المدايح إن هانت وأرفعها

بجوده فهو مغليها ومعليها

تأتي القوافي إليه وهي غاضبة

من اللئام فيرضاها ويرضيها

لله أشيحُ والقَيْلُ المقيمُ به

وكل موروث فخربات يبنيها

ما ضِعْنَ إحسانُ سنحانٍ ولا أهتضمتْ

والفضْلُ كافلها والفضْلُ كافيها

تَهْمي سحائبُه من قبل يسألها

تأتي مكارمُه من قبل يأتيها

وواهبُ الوشي والخيل العتاق لنا

إمّا سألنا واشيآ ليس نحصيها

ما يجهل الناسُ فيما قد رَؤوا ورأوا

والشَمس تعظم عن إخفا مخفيها

قالوا العطايا على مقدارِ طالِبهِا

قلتُ العطايا على مقدار مُعطيها

إنّ الغصونَ على الأعراق شاهدةٌ

بطيبها أبدَا في حين تجنْيهَا

مَا خُيّبَتْ بَلَدٌ والفضل كافلُها

ولا اشتكت عطشاً والفضلُ سَاقيها