يا ابن الحسين وكم أجبت قبيلها

يا ابن الحسين وكم أجبتَ قُبَيْلها

صَوْتي وكم أصغيتَ عند مقالي

كانتْ بكَ الأوقاتُ وهي مُنِيرةٌ

فاليومَ أيامُ الغوير ليالي

فَقِدتْ سهامُ سهولُها ونجودُها

بك ذروتي حبلٍ من الأجبالِ

كانَ اللَّهيفُ إلى ظِلالك يلِتجى

فاليومَ قد أضحَى بغير ظِلالِ

قد كنتَ بَرَّاً للجميع ووالداً

للشيْبِ والشّبانِ والاطفالِ

فاليومَ ضَاع السِربُ بعدَ رعَايةٍ

سَلَفَتْ وبُتَّ الحبلُ بعدَ وُصَالِ

لا الأثلُ مِن شطى سَهامِ بمُعْشبٍ

والماءُ حتّى الماء غيرُ زلاَلِ

والأرضُ غيرُ الأرضِ والدُّنيا سوى

ما كنْتُ أعهدُ في الزمَانِ الخالي

كنت الهِلالَ لغِورها ولنجْدِها

فاليومَ مَشرقُها بغيرِ هلاَلِ

طوْدٌ تصَدَّعَ من بَجيْلةَ بعدَمَا

قد شاد أيَّ معالم ومَعَالي

إنْ يحملوك إلى الضريح فطالمَا

قد كنت عَنْهُم حَاملَ الأثقالِ

أو يدفنوك فلا هواناً إنّمَا

للتُرب مَسْرى العارضِ الهطّالِ

أصْلٌ تركب منه آدمُ وانثنى

فيه عقيبَ الشدّ والتِرحَالِ

بعدَ الثُريا صرتَ في حفر الثرى

والدهرُ يُرْخصُ كلّ شْيءٍ غالي

لو كان غيرُكَ مَا بكينَا إنّمَا

نبكي على الماضي بغيرِ مِثالِ

والعيش أخرُه الفنَاء وإنّمَا

نبكي على الماضي بغيرِ مِثالِ

يَرجو الفتَى طول الحياةِ ولم تَزل

تتحكم الآجالُ في الأمالِ

ونريدُ من ريبِ الزمَانِ سلاَمةً

أسلامةٌ تُلْقى بغير زوالِ

هي عادةُ الأيام أنْ هي ألْبَسَتْ

سَلَبَتْ فَضَالةَ ذلك السربالِ

والعُمرُ يومٌ والنمنيّةُ يَقْظةٌ

والمرءُ بينهما طُرُوقُ خيالِ

بالله يا قبْرَ الفقيه مُحَمّدٍ

هل أنْتَ عن علمٍ بردّ سؤالي

بالله يا قبرَ الفقيه محمّدٍ

مَاذا صَنَعْتَ بوجهه المتلألي

لو أنّ تُربك بالترائب يُشْترى

وازَنْتُهُ المثقال بالمثقالِ

لو كان لي أمْري دفنتُك في الحشا

وجَعَلْتُ صَفَّ اللّبنِ من أوصَالي

ما الرزء في فرسٍ تموتُ وإنّما

رجلٌ بمَيْتَتِهِ مماتُ رجالِ

وآوحشتاه على البلاد تَعطلتْ

وخلَتْ على كُثرٍ من الحُلاَلِ

ما الليالي في تِهامةِ كلِّهَا

طالت وكانت قبلُ غيرُ طُوالِ

عَفَتِ الدّيار فلا ديارُ وغابَ مَنْ

قد كان مالاً للقليل المالِ

فهو الذي قد كان من أخلاقه

بذلُ النّدى وهداية الضلاّلِ

لَهْفِي عليك ومصر عك كُلِّهَا

من أقدَمِين وأوسطين وتالي

لهفَ الصحائفُ والصحافُ ولهفَ مَنْ

طلبَ المآلَ ولاتَ حين مآلِ

ابني الحسين عزاكم بمُحَمّدٍ

قولُ المُسَلّم لا الجليد القالي

مَات النبيُّ وفيه أعظَمُ أُسوةٍ

وصحابُه بينَ الصفي والآلِ

إن يُقبضَ البدلُ المقدسُ منكم

فَلأَنْتم لله مِن أبْدالِ

أوْ يَنْهَدر جبلٌ فمن أبنائه

وبني أبيه أيَّما أجْبالِ

والسرُّ فيكم لا يزالُ ولم تزل

تلقى سجايا الليث في الأشبالِ

خمسون من آل الحسينِ يقومهم

فردٌ عن النَّكات ليس يبالي

مستعصِمٌ بالله بل مستنصرٌ

بالله صَبّارٌ على الأهوالِ

يبقى عليٌّ لكم ويبقى صنُوه

وأبو اعفيفٍ ساحب الأذيالِ

والله يرحم من مضى ويمدكم

بالعمْرَ مَا هبت رياح شمالِ