يا برق أومض في الظلام الغربب

يا برقُ أَوْمِضْ في الظّلام الغَربَبِ

كالسيفِ سُلَّ بكفِ اضبطَ أَغلْبِ

أمسى يرفرفُ والسحابُ لأجلِه

يبكي ويرخى هيذباً في هيذب

إن أنت جزتَ على العقيق أو اللّوى

يا برقُ فامطر لي معَاهدَ زَينبِ

أوطان أطرابي وملعب صبوتي

فألْعَب بها يا برقٌ مثلي وأطْرَب

وكما جررت بها ذيولَ شبيبتي

فاجْرر غمَامَك في المعَاهد والْعبِ

أيامَ ليلاهم بسنِّ صبيّةٍ

وأنا كذاك مراهقٌ سِنُّ الصبي

أيامَ لا إبلٌ تشدُ لِرِحْلَةِ

أيامَ لا بحر يسير بمرْكبِ

كنَّا كما نبتت بنانٌ في يَدٍ

فاليومَ نحن بمشق وبمغربِ

يا قَلْبُ لا تأسَفْ على شيء مضى

فالله يُفرجُ كل كُرْبةِ مُكرَبِ

فالسيفُ يصدى قد علمت وينجلي

والبدرُ يَطلعُ قد رأيتَ ويختبي