يا جارتاه أراك خنت الموعدا

يا جارتاه أراك خُنْتِ الموعدا

ونسيتِ هاتيك المواقفَ واليدا

وعجبتُ منك رأيتُ قلبك قاسياً

والنّدُ من خديك يُنفح والندا

مَا كان لي ولكم وما بكم ولي

كنتم أحبّائي رجعتُم لي عد

لأجشّمن العِيسَ كلّ مفازة

تطوي العتيدة والعلند والجَلعدا

ولأُبلِّغنِّ إلى زَبيدَ رسَالةً

تطوي الدفاتر بل تهزُّ الجلمدا

يا أيّها الملك المظفرُ دَعوْة

نفسي فداك وحَاسدوك لك الفدا

لا ترحم الأعرابَ لا أعراب هم

ظنوا بأن الأمر متروكاً سُدى

واللهِ مَا أَيمانهم نفعت بهم

تركوا قصورَك في المدائن فَدْفدا

لا سرددٌ يؤتي ولا الكدرى ومَنْ

يأتي ذُؤال يجد خيولاً رُصّدا

أمّا الحراثةُ سرحوا أضمادّهم

مَا أن بقي أحد يُركّب مِضْمَدا

وكذا النجابةُ مَا بقي جمل لهم

يسري به الحادي إليك إذا حدا

ما ثمْ إلا سيفُ فخر إنه

مَا خانَ عهدَك مذ عرفتَ ولا أعتدى

إلاّ علي ذاك الحديث مرابطٌ

ولقد تأزَر بالنصيحة وارْتدى

وكذا القُبيعي الذي من غافقٍ

فعليُّ أطيبُ كلّ حيّ مَوْلِدا

وكذاك أحمدُ بالضّحيّ وقومُه

بالله لا ضيعتُ عَبدك أحمدا

ما ثمّ إلاّ ذا الثلاثة سَادةٌ

وسِوَاهمَ قد أخلفوك الموعدا

أما وطيويطُ الخبيثُ رِضاعُه

في دولة الملك المظفر أفْسدا

وأراد إقطاعاً وكانَ لوانّه

فارٌ يشم رغيفَه لتنهّدا

وكذا ابن عيسى والقصير أَجابه

ورأىً تَسْنْفُدَ رَايةَ فَتَسنْفِدَا

وفتى حُشيشٍ أمسِ حين حبوته

ألاٌ وأقسمَ أن يخرّب سُرددَا

مَا قيمةُ الوطواطِ ما الغسّاق ما

قدرُ الحشيش إِذ أصَابَ المَوِقْدَا

سُقها لَهُمَ نحو الأباطح شزّباً

وأصْبَحَهُمُ قبل الصّباح إذا بدَا

كسر سيوفكَ بل رمَاحك فيهم

لا تتركن مُثقفاً ومُهنّدا

نالت زبيدٌ من لِقاك مَسَرَّةً

وأتاك مَنْ طلبَ الخِلافَ مُقيدا

وأبوك مذ كان السعيدُ مظفرا

فظهرت أيمنَ من أبيكَ وَاسعدا

إن أنت أكرمتَ الكريم مَلكتَه

أو أنت أكرمتَ اللئيمَ تمردا