يا دار أسماء بين البان والعلم

يا دارَ أسماءَ بين البانِ والعَلَمِ

سَقى رُبوعكِ هطّالٌ من الدِّيمِ

يا دارَ اسماء عندي في الحشا ألَمٌ

غالطتُ عَنه فَداوِي بالهوى ألمي

يا دارَ أسماءَ إنْ أهلوك ما ندموا

عليّ فإني عليهم ظاهرُ النّدمِ

هُمْ أرسلوا الطيفَ حتى زارني سحراً

فمرحباً بمزارِ الطيفِ في الحُلُمِ

وأنّ أيْسرَ حقٍ أَنْ أزورهم

سعياً على الراسِ لا سعياً على القدمِ

هم أسقموني دهراً لا عدمتهم

وليس غيرهم يشفى من السقم

هُم يَتْمُونِ باني قد نسيتُهُم

وقيسُ في حب ليلى غير متهم

إن كان سمعي في أهل العقيق وعى

سوءاً فعاقبه الرحمن بالصمم

أَو كان قلبي يهوى غيرهم فهوى

أوْ كان أبْصرَ طرفي عيْرَهم فعَمِي

هُم يَعتبون ولا أصلٌ لعبتهم

ويعرضون وما الإعراض من شيمي

أخاطب البرق أن يسقي ديارهم

ولو أراد بدمعي أو أراد دمي

ولو أرى لهُمُ نقشاً على حَجَرٍ

قبّلْتُ ذلك حتى يمّحي بفَمِي

بالله يا رَكْبَ نجْدٍ إن عَثَرتَ بِهم

ذكّر أحبتَنَا المَاضين بالذّمِمِ

أقْسِمْ لهم بحياةِ الحُبّ أني لمْ

أنْقض يداً وكفي بالحبّ من قسم

وإن أبَوا فتعالَ أقصصْ لهم خبري

فإنَّ شرْحَ هواهم من قسم

الشعر يحسنه هذا وذاك وذا

وإني كل كلامِ الناسِ مِنْ كَلِمِي

ومَا استزدتُ بشيبِ الرأس منقصةٌ

فالبازُ مخْلَبُه يَدمي مع الهرمِ

ولا نَكِرْتُ حقوق الأصدقاء ولاَ

دعيتُ مذ كنت قطاعاً لذي رَحمِ

يا سَعْدُ عُج بي على القبرين وابك معي

عليهمَا وعلى أيامِنا القدمِ

أيامَ كنتُ وكانوا جيرتي وَأنَا

أهْدِي إلى البجلي المدحَ والحَكَمي

أيامَ مَا ضَمَّنا لي في حياتِهما

بأنَّ حبلي منهم غيرُ مُنْصَرمِ

وبعدَ ذا أوْصَيا بي كلَّ نسلِهما

أنْ لا أباع بمبخوسٍ من القيمِ

أيامَ أمْسَك ذ زندي وذا عِضدي

وأمّناني حتَّى صرتُ في حرمِ

محمدُ بن حسين لا شبيهَ لَهُ

إلاّ الذي كان يُدعى سَيدُ الأمَمِ

محمدُ الحكمي والخِضْر صاحِبُه

كما اسمه برسول الله خيرُ سَمي

إذا جَهَنَّمُ ثارتْ واستغثَتُ بِه

قالوا لقد طفيت في سيله العرم

فقلتُ إنْ سَلَفٌ غابوا بقي خلَفٌ

يُعِيْضني منهمُ الوجدانُ والعَدمِ

أو لاد ذاكَ وهذا يُحْفَظون بهم

فما عدا لهمُ ذئبٌ على غَنمِ

وإن فقِدنَا سمييَّ أحمدٍ فلَقد

منهم أعَضْنَا عليًّا عالي الهممِ

ومَن كمثلِ عليّ بن الحسين ومَا

كلُّ السّباع كليثَ الغاب في الأُجُمِ

ومن كمثل علي أو موازنه

كل الحديد فداء الصارم الخذم

شياد مجدهم طلسم سعدهم

كبش الكتيبة منهم فارج الفم

يلوون منه على قيَس بن عاصم بل

عَمْرُ الَّذي مَاله جارٌ بمهتضَمِ

يَدعُونَ منه إذا مَا الخطبُ نالهم

أحمي حميٍّ عليهم حينَ لَيس حمي

وكلّما أجْدبُوا واستسقوا بطلْعَتِهِ

فالغيثُ يمطرُ مُنْهَلاّ بمُنْسَجمِ

بَني الفقيه أدامَ اللهُ نعمتُكم

فإنني بهم مَا دمتُ في نِعَمِ

فما بقا بعد هذا اليوم مُعْتَبةٌ

الأرض قد طهرت والخيل في اللّجمِ