يا هلالا له ذوائب سود

يا هلالا له ذوائبُ سودُ

وقضيباً على كثيب يميد

وغَزَالا له من الورد خدٌّ

ومن الظبي فيه عيْنٌ وجيد

كم إلى كم يكون هذا التجني

وإلى كم يكون هذا الصُّدُودُ

مل صَبْري وأنت قاس جليدُ

طال شوقي وأنت مني بعيدُ

كل جسم أرق من سلسل الماء

وقلب أرق منه الحديد

وعقود كأنهن ثنايا

وثنايا كأنهن عقودٌ

لا تزدني على الذي بي غراماً

وترفق فليس فيَّ مَزيدُ

ونديم دعوته بعد وَهْن

والثريا كأنَها عنقودُ

ما تَرى الليلَ شابَ مفرق فوْدَيْه

وقد لاح للصباح عمودُ

فاسقنيها على شقائق خديك

ففيها وفيهما توريدُ

فأتى بالزجاج يحمل فيه

لهباً للزجاجِ منهُ وقودُ

قال لي هَاكها وقَرّبَ فاه

فَتَحّيرتُ أيَّ كأسٍ أريدُ

لا تلم أنْ يفوت فيها وقاري

وعُقاري وطار في والتليدُ

فيزيدُ المهلبيّ استقاها

بخراسانَ وهو نعم اليزيدُ

ومشتْ في عظام كسرى قديماً

واحتساها الرشيد وهو رشيدُ

أنا لاَ أطلب الغِنى من بخيل

دونَ نيل البخيل هولٌ وبيدُ

وجنابُ الزكي رحبٌ فسيحٌ

وبنانُ الزكي سُحْبٌ تجودُ

ومَساعي أبي محمد بيضٌ

وليالي أبي محمد عيْدُ

ما قصدت ابن ناصر قد إلاّ

أورق القصدُ عنده والقصيدُ

كلما زرته تهلّلَ بِشْراً

كلما عدتُ عادَ لي منه جودُ

يمنيُّ أُنَاسُه نصروا الدينَ

وحاطوا النبيَّ وهو فريدُ

ولهم في بلاد يثرب قِدماً

شرفٌ واضحٌ ومجدٌ مشيد