يحملني ذا البين ما لست أقدر

يُحَمِّلُني ذَا البينُ ما لستُ أقدرُ

وتنسيَني الأيامُ لَيْلَى فأذكر

وإن حضرتْ ليلَى وغبتُ فإنني

على العهدِ باقٍ إذا أَغيبُ وتحضرُ

أَغارتْ وانجدْنا على غير مَوْعدٍ

فحتامَ منا مُنجدونَ ومغورُ

عَقيليةٌ منْها على الغصنِ والنقا

وظبي الفلاَ والليلُ والصبحُ مُفجْرُ

إذا نسَمَتْ فالعنبرُ الوردُ ريحها

وإن بَسَمَتْ حار الأقاح المنوّرُ

ونحسبها سكرى بلا شُرْبِ قهوةٍ

ومَنْ رِيقُه الصهبا لا بُدَّ يَسْكرُ

أجَارتَنا كم تَهْجرين ولم أكن

جفوتُ فأُجفْا أو هجرتِ فأهجَرُ

وفي أيّ ذنبٍ تنكرين معارفي

ومَا خِلتُ معروفَ المودة ينكر

سَهرتُ ونمتمْ بالجفونِ وأنه

لعَارٌ عليكم ترقدون وأسْهر

أمِيل بِطَرَفي عنكم وأردُّه

وأعذلُ قلبي في هواكم وأعْذُر

وان غيَّر الأحبابُ جورَ زمانِهم

فو الله لا أَسْلُو ولا أتغير