يذكرني بالغور ما لست أنساه

يُذكّرني بالغور ما لستُ أنساه

نسيمٌ سرى أحْببْ إليَّ بمسراه

وطيفُ للَيلى العَامرية زارني

وأسفلُه الوعساء والبان اعْلاه

هوىٍ من غضا نجد وبالغور مسكني

وإنّي لاهواه على بُعْدِ مهواه

فقابلتُه بالرّحْبِ من كل جانبٍ

وحييتُه في حين لاح محياه

وأفرشني فوق الوسائدِ شعْرَه

عناقيد فينانا وأرشفني فاهُ

وشبَّهْتُه بدراً وما البدر مثلهُ

وظبياً لأن عيناه تشبه عيناه

وأمسيت اشكو البينَ وهو مضاجعي

ويشكو وقد ضمت باحشاي احشاه

إذا ضلَّ طرفي في حَنَادسِ شَعْره

هَدَاني إليه بارقٌ من ثناياه

يقول رِفاقي لِمْ حملتَ وطالما

شربتَ بليلٍ مُشْبهِ الظَلْمِ ظلماه

تَيمْمّ على اسم الله قُلّةَ اشْيح

تلاقى الغِنى مهما نزلت بمغناه

وناديه يا فضلُ ويا فضلُ واقتنعْ

به عن بني الدنيا فقد عوَّض الله

وهذا جمالُ الدين ما شيئت هذه

بوادرُه تُخْشى وتلك عطاياه

وسنحان سنحان بن عمرو كغمدها

وعز بها والمال والأل والجاه

واينَ شْبيهُ الفضل لا مثل حلمهِ

ولا بطشه يُلقى ولا مثل نعماه

وأيّة وجهٍ للحياء كوجهِه

فحياه ربُّ العالمين واحياه

بنَا مجدَ مسعودٍ ومجدَ مظفر

فجملة عَلْيآ القومِ من دون علياه

وحامي حمى سنحان يصرفُ دونها

وجوه العدا لا شلل الله يمناه

فلو قام داعٍ خلفَ سبعةِ أبحر

دعا دعوةً يا فضلُ يا فضلُ لبّاه

ولو عاش حتى يدرك الفضل حاتمٌ

لا صبحَ مثلَ العبدِ والفضلُ مولاه

سَمِعنا به حتى رأينا سماحَه

فزَادتْ على ما قال رأيا لرؤياه

فاشرفُ شعرٍ ما نظمنَا لمجده

وأسعدُ يمٍ عندنا يومَ نلقاه

خلائق تغنى المرء عن زمن الصِبا

وينسى بها أقداحه ونداماه

وسوح رحيب السوح والصدر ل

م يزل تسر مواليه وَيَرْغضمُ أعداه

وإنَّا لنكسو مِنْ كساء ابن مظفر

رجالاً ونعطى فضلَ ما كان اعطاه

فدامَ جمالُ الدينَ معتمداً لنا

فلم يبقْ مِن مُغلى القضائد إلاّ هُو