ثمار أثرية

الألِفُ عصيٌّ مكسورة على ظهر البحر

والخطى سجادة بلا أهداب.

التركاتُ ثقيلة

كفأس في الهواء

لم تُستعمل

في السقوط من قبل.

اليباسُ مرآة

والصورة منزل

يُسور الأحلام

بالصدى الطيني

لمأذنة مكسورة القامة

بالدموع مطلية بها الجدران

والطاولة

بالمقعد غارقاً في نَدمه الأول

والشجرة تُمسد زاوية الشمس

بالثمار الأثرية.

بالعشاء القديم ينتظر العائلة

التي لم تعد عائلة

منذ المساء المُموه صباهُ بالمعادن

والفوانيس.

التركات ثقيلة

والهواء أثقل

تلمسه الأيدي

باختبار الطفولة المقذوفة بعيداً..

الأيدي الحكيمة كالأحلام الشاغرة

في الأعمدة المقطوعة

بفؤوس الذكرى:

تحيات الصباح

تنخل القرية

بشريط من الإبتسامات

دفتر المدرسة الأصفر

حيث الأصفار

تحيكُ مؤامرة صغيرة

تَهوي بعُروش الأعداد

كلما غيرت مقعداً

شهادة الميلاد المكللة

بدم تاريخ مبهم

اصطادته بندقية الجبال

والحياة

التي تركتُها سهواً على منضدة

في “مركز العلوم البحرية والسمكية”

قرب سلحفاة مُعمرة

تُغذي الحاسوب (الذي أفسد عيني)

برغبات الكائنات المنقرضة.

كأننا أول الصبر وآخر المرساة

كأننا الشمس خسرتْ

صَلاةَ الماء الغامض في البهو

منذ سنين

وانكسرت في الشمعة.

كأننا…

نشبه المرايا

نشبه الصُور

نشبه الغيم حين نسأل

بأفواهٍ تكدس فيها الكلام

عن هواء يصلح للمبيت ليلةً

عن نبيذ مغفور الذنب

وعن أجسادنا التي لم تعد من مصحة النسيان

كلما عدنا بقدمين حافيتين

يتقدمهما طابورٌ طويل من المسافة

كلما انتبهنا إلى الوقت

المشنوقة غمامته في السقف

ولم ننتبه

كلما تعبنا من الانتباه

وكسرنا صحن الحكاية بحجر كريم

ورثناه من مقبرة

منتظرين، كرخام أزلي أمام البيت

سقوط قمر أبكاه المشهد

ندثره باللغز

وندخل الصالة

مثل كل يوم

برؤوس أثقلها عُنقود اليُتم.