مقاطع من مدائن الأسفار

على جواد الانتظار

أرحل في المساء يا أحبّتي إلى مدائن النهار

أعانق الآتي على جناح ريح

تنشلني يداه من قرارة البحار

فأستريح

وتنتهي الأسفار

***

رأيت سيدي المسيح

يبكي على الضفاف

والنهر يستحمّ تحت غيمة من الدخان

أومأ لي وما ابتسم

وكان صمته اعتراف

بما يعاني من ألم

وراح في تطواف

***

رأيته على الخليج

ممتطيا خيول الحزن

يشكو من اغتراب

أعماقه تمور بالنشيج

سألته فما أجاب

وانسل ّمن عينيّ الزحام ,

عبر رحلة اغتراب

***

طوّفت وحدي في حدائق المساء

قبرّة بلا غناء

نادمت في الشوارع الملساءغربتي العجوز

وحينما جرعت كأسي الأخير واستضافني البكاء

مالت برأسها إليّ , تمتمت ,

الدمع يا صديقي الحزين لا يجوز ‍

***

أحبابنا في الريح والأهوال والمطر

أحبابنا هناك في العراء

يسطّرون روعة البقاء

ويجدلون من عذابهم للمجد أغنيات

ويبسمون رغم قساوة الحياة

أحبابنا ,

والأرض ,

والإنسان في خطر ..