الله أكبر في ضريح واحد

الله أكبر في ضريح واحد

زوجان بالجراح أمي ووالدي

أبتي التحقت بها فضمك قبرها

بشرى لوالدتي بهذا الوافد

في رمسها في شهرها في يومها

قل يال موضع سجدة للساجد

عشرون عاما إثر أربعة مضت

ما بين موتكما كيوم واحد

فكأنه يوم الزفاف إليكما

عقدته بينكما يمين اللاحد

فاستيقظا من نومة فلطالما

حكموا على الأحيا بحكم الراقد

واستقبلا نعما لديه أعدها

للمتقين ويا له من واعد

وإليكما من فلذة الكبد الدعا

فدعاؤه المقبول خير مساعد

أرشدتماه إلى الهدى وطريقه

فجنيتما منه مجاني الراشد

بدعا كما له في الحياة وبره

بكما اهتدى واللّه أصدق شاهد

فسلاله طول الإقامة في ذرى

الأعمال فالأبنا كنوز فوائد

لولا انتفاعكما بدعوته لما

طلب الحياة ولا وجود لخالد

أبوي أين اليوم من قلبيكما

ذاك الحنان نفضت بعدكما يدي

لو عاد للانسان سالف دهره

ما حن للأطلال قلب الفاقد

من لي بعودة ذينك الشخصين من

مثليهما في الناس لست بواجد

لم يمض يوم من زماني لم يكن

ذكراهما في ضمن ذاك العائد

أبتي مضت حجج عليك ثلاثة

ولدي منك الطيف أحسن وارد

لولا سلوي بالخيال لما أرى

حيا وأنت لدي غير مشاهد

ووجدت ذكرك في القريض مجدا

لي منك عهد المزدهي بقصائدي

فوقفت فوق الرمس بالذكرى

وقلت تحية المولد الأيسر العائد

وذكرت ذاك اليوم يوم وفاته

وزفير قلب نازل متصاعد

وتلوت بالمنظوم قول مؤرخ

قل ذا ضريح فيه أمي ووالدي