حللت مكانا في الكهولة بعدما

حللت مكانا في الكهولة بعدما

حللته طفلا منذ حين ويافعا

فأذكرني تلك السنين التي انقضت

وقد كان فيها العمر في العد تاسعا

تشخصته حتى تخيلتني به

ولن يرجع التخييل ما ليس راجعا

مضت حجج سبع وعشرون خيلت

الي خيالات ومرت سوائعا

أنا هو ذاك الطفل الأم ووالد

ومن بأخيه كان في الأهل رابعا

هو اليوم ذو بنت وذو الأخت من أب

وعم اثنتين عد بالزوج سابعا

ولا والدان أيها الربع فيك قد

قضت أمة والدهر ينسي الفجائعا

تذكرتها والمرء يحيي بذكره

فمالي أستبكي وأبكي المرابعا

ذكرت بها أمي ذكرت بها أبي

ذكرت بها دهرا مضى متتابعا

ذكرت بها ذاك الغلام ولم يكن

سواي وقد أبصرته اليوم شاسعا

تقمص في شخصي فما أنا غيره

ولا هو غيري فاختفى وبدا معا

كأني وإني في الكهولة ناظر

أمامي ذاك الشيخ إن عشت طالعا

وما بعده إلا التوسد في الثرى

ويوم تراه للخليفة جامعا