سماط أمد إلى الظرفا

سماط أمدّ إلى الظرفا

وحسبك بالادبا اللطفا

فكان الخوان صحيفتهم

وكانت مواعينه الأحرفا

وراوية الشعر طاهرهم

تجلى فزاد به الاحتفا

وساق البشير لزمرتهم

فكان المساق لهل الوفا

وقال السماحة من شأنكم

فقلت التوسط منك كفى

أتنسى الأخوة بيننا

ولا سيما الوقت وقت صفا

ودار الحديث بمحفلهم

فصاغت عليه النهى تحفا

تغوص الخواطر في لجج

فتغدو لجوهره صدفا

وهاك من الشعر صافية

تنازع في فعلها القرقفا

بديعية النوع في لطفها

تحاكي النسيم وما عطفا

حوت كأسها كل مستظرف

فما كان أحلاه مستطرفا

إذا ما ارتقت فوق مائدة

حسونا بها نخب الشرفا

فحبب لي والصفا هزني

مخيلة الشعر أن تصفا

فكان الصيام لها حاجزا

وحق إلى الفكر أن يضعفا

ولكن جنحت إلى خلوة

فأحضرت زبدة ما عرفا

لتبقى إلى الجمع تذكرة

عليها فؤادي قد انعطفا

وقدّمتها بيدي لكمو

عروسا دعوت لهاب الرفا

وهذي بكم ليلة سعدت

ونحن بها إخوان الصفا

ومسك الختام يؤرخها

طعام الأحباء فيه شفا