مجلس الشورى هل أتاك النذير

مجلس الشورى هل أتاك النذير

بالصحيح فالأرض كادت تمور

إن تجاهلت أو تصاممت عنا

فسل البلمريوم فهو خبير

إذ تظاهرنا يومها باحتجاج

وهو يوم على المحامي عسير

قل له عني لا أظنك تنسى

ذلك اليوم إذ علاك الزفير

قد حسبتم مرقى السيادة سهلا

فتسرعتم والأماني غرور

كيف أصبحت ناكس الرأس فينا

أين أمسى ذاك الزعيم القدير

تب إلى الله واعترف بخطايا

جئتها لم يوخزك فيها الضمير

قد تولى عصر التعصب فاقلع

عن تماديك أو ترى ما يصير

اعتبرنا وإن نكن في برود

حيث تدري ما يفعل الزمهرير

كم فتى لاقى حتفه رغم أنف

وهو طود كالراسيات شهير

قيل إن النمروذ نغص عيشا

من بعوض وذاك خلق حقير

يا بني اسرائيل مهلا لماذا

تطلبون المروق وهو خطير

نحن أولى بما نقمتم فعما

تزعمون أن القضاة تجور

كذبتكم شواهد الحكم فيها

يوم أبدى تقريرهن المدير

فاستحالت تلك الأماني هباء

يتلاشى واشتد منها النفور

إن تغيظونا فالتقاطع أنكى

حيث منه أسواقكم ستبور

اغتررتم فخلتمونا جمادا

ومن المرند فالشرار يطير

أيقظتنا يد اضطهاد فثرنا

وكذاك المضغوط عنه يثور

وتواصينا بالهدو فكنا

مظهر النبل والسكينة صور

ورد قوم أن لو نطيش لنكبو

فتراموا لكن حزبي بصير

غشيتهم جموعنا فاعترتهم

دهشة البعث واستب النشور

حرض القوم حزبنا فرأونا

في احتشاد كمن حداه النفير

جامعيٌ بمدرسي تلاقي

في صعيد والكل حر غيور

وارتقينا فوق المنابر نلقي

خطبا يستفيد منها الكثير

وتذاكرنا في حقوق تراعي

بالتزام ينسر منها الأمير

واحتفظنا عن مركز نحن فيه

وشروط كنا عليها نسير

وسعى منا للحكومة وفد

يتلقى منه المفيد السفير

ذلك الشعب خلد اليوم ذكرا

ما إليه في السابقين نظير

أوجد اليوم في النفوس شعورا

كيفما كان حبذاك الشعور

فإذا ما شبابنا في نشاط

واهتمام دالت الينا الدهور

وجدوا من إحساسنا ما يوفي

بالرقي فانهال منا السرور

وكذاك الرقي شيئا فشيئا

والسياسي مع الزمان يدور

قل تعالوا فالمصلحون استفاقوا

من سبات وقيل فاز الجسور

بشروني بعودة المجد فينا

مذ تراءى من الصلاح ظهور

يا لها نهضة تحرك عزما

ليس يثنيه عن حمانا فتور

لا تخالوها للعزائم مهدا

حركوه فنام فيه الصغير

فلتمدوا يد التعاون حتى

يتساوى غنيكم والفقير

إنما المرء في الورى بأخيه

والتآخي للمصلحين ظهير

فاستمدوا من المعارف نورا

يحسم الجهل فالتواني قصور

كان قبلا مذ كانت الناس أحيا

يملأ الدنيا صوفنا والحرير

واهتممنا بأمرنا فاتحدنا

وطفقنا إلى الرشاد نشير

فلتزيحوا ما كان من عهد عاد

واستفيدوا ما أحدثته العصور

فالمناطيد تمخر الجو سبحا

والقطارات في الفيافي تطير

فانظروا للسلاح كيف ترقّى

وله اليوم في الحصون زئير

فأعدّوا من قوة ما استطعتم

إنّما الضعف ذلّة وثبور

هل وجدتم إلى البنوك سبيلا

قاله الشرع أو اليه يشير

لا ينافي قط التمدن ديني

في حمى الدين تستقيم الأمور

إن دين الإسلام كالشمس فينا

كل عصر بهديه مستنير

فانصروه ينصركم الله أما

عن مرقتم فما اليكم نصير

رقّ شعري وراق فيكم نظامي

فأنا اليوم بالنشيد جدير

قيل لي أنت تقرض الشعر هلا

قلت شيئا ترويه عنك الصدور

فاقتعدت المنصّة اليوم حتى

قلت فيكم ما لم يقله جرير

فاشربوها صهباء لا غول فيها

واستلذّوها فالقريض عصير

وتغنوا تحمسا بنشيدي

حيث طرفي بالمنشدين قرير

لست أرجو إلا القبول جزاء

فرضاكم منشط ومثير