مسكت اليراع بطرف البنان

مسكت اليراع بطرف البنان

وقلت إلى الفكر هل من بيان

وناديت بالقلب لا باللسان

صديقا تمكن منذ زمان

على وفق أمنيتي بالجنان

وقلت وما قلت عين الهدى

محبك بالهجر ضاع سدى

فهلا تبصرت للمعتدى

عليه بعين تبل الصدى

وجل خليلك أن لا يصان

وقصد كلينا المراسلة

لتقوى بذاك المواصلة

وها هي مني حاصلة

كما يرتجى وهي فاصلة

لهذا النزاع وذا الثنآن

إلي اعترف برسوخ الوداد

فإنك لا زلت عين الفؤاد

ولي بين جنبيك أقوى اعتماد

وحسبي التراضي وهذا المراد

أعلل نفسي به كل آن

كفاني الترجي فهل من جواب

يكون لذا القول فصل الخطاب

وحقك إني بكف العتاب

فتحت لودك في القلب باب

وليس لغيرك فيه مكان

على الرحب فادخل له والسعة

فما أحد دونكم قرعه

سوى هيكل الود فاسكن معه

وإياك إياك أن ترفعه

من القلب إلا بكف الأمان

وذكر فؤادك عهدا قديم

فانه بالعهد أوفى كريم

وعهدي بمثلك خلا حميم

وذا رأفة وانعطاف حليم

ومن بيت ملك مرفع شان

بعيشك صالح فتاك الكسير

فتى بك منك أتى يستجير

فما لي إلا الوداد نصير

فدعك الظنون وأنت خبير

ودعك العتاب فما كان كان

وصافح أخاك بكف القبول

وجاوبه بالصفح عما يقول

ولا تركنن لقول العذول

ولا تلغ شعره فهو الرسول

وأنت بأشعاره ذو افتتان